ووكالات: شهد السودان أمس الأربعاء أكثر أيامه دموية منذ انقلاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وذلك بمقتل عشرة متظاهرين معارضين للحكم العسكري، فيما عزل السودانيون عن العالم بقطع خدمات الهواتف والإنترنت بالكامل. وستكون لهذا الحدث من دون شك مضاعفات دولية، فيما شددت واشنطن على اعتبار الحكومة المقالة هي التي تمثل الشرعية.
وهكذا نزل عشرات الآلاف من السودانيين مجددا إلى الشوارع أمس الأربعاء رغم إغلاق جسور العاصمة، وذلك احتجاجا على انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر.
وكان المناهضون للانقلاب وعلى رأسهم “لجان مقاومة الانقلاب” قد دعوا في الأيام الماضية إلى التظاهر.
وتفيد معظم وكالات الأنباء نقلا عن شهود عيان أن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع في وسط الخرطوم وفي منطقة بحري (شمال شرق) ما أدى إلى سقوط جرحى في العاصمة التي قطعت عنها كل خدمات الاتصالات الهاتفية، كما قطعت عنها شبكة الإنترنت منذ 24 ساعة. وانتشرت قوات شرطة وجيش بكثافة في العاصمة السودانية وكانوا مسلحين ببنادق آليه وأغلقوا الطرق المؤدية إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة وإلى قصر الرئاسة ومقر الحكومة. وكانت السلطات قد أعلنت مساء أول أمس الثلاثاء قرارها بإغلاق الجسور.
وسقط قتلى وضحايا نتيجة عنف القوات الأمنية والعسكرية. وقالت لجنة الأطباء المركزية، وهي نقابة مؤيدة للحكم المدني، إن عدد القتلى في التظاهرات وصل إلى عشرة، وتعرضوا للرصاص الحي الذي أصابهم إما في الرأس أو البطن أو القلب.
وقد ترتفع الحصيلة لاحقا نتيجة العنف من جهة، ثم محاولات السلطات التحكم في المعلومات، ومنها الرقابة داخل المستشفيات التي بلغت حد توقيف أطباء.
ومنذ تنفيذ الانقلاب العسكري، سقط 24 قتيلا في صفوف المحتجين المدنيين، وبإضافة حصيلة أمس الأربعاء تكون الحصيلة هي 34 قتيلا ومئات الجرحى.
و دون شك، ستكون لقتلى أمس مضاعفات لا سيما ردود الفعل الدولية في الغرب أساسا.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أدلى بتصريحات حول السودان أمس الأربعاء، ولكن قبل إعلان مقتل عشرة متظاهرين، قائلا إن السودان سيحظى بدعم المجتمع الدولي ومساعداته مجددا في حال إعادة “الشرعية” للحكومة التي تمت الاطاحة بها إثر الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الكينية، نيروبي، في مستهل جولة أفريقية “من الضروري أن تستعيد المرحلة الانتقالية الشرعية التي كانت عليها (…) إذا أعاد الجيش الأمور إلى مسارها وفعل ما هو ضروري، أعتقد أنه من الممكن استئناف دعم المجتمع الدولي الذي كان قوياً للغاية”. في الوقت ذاته، شدد على أن رئيس الوزراء السوداني المعزول عبد الله حمدوك هو مصدر الشرعية في السودان.