ما لبثت مدرسة أبناء الشيوخ أن أخذت اسما شهيرا سنة 1916 فأصبحت تسمى مدرسة ابلانشو الابتدائية والعليا (L’École primaire supérieure Blanchot) أو "مدرسة بلانشو" اختصارا؛ وبلانشو ضابط فرنسي قديم كان قد حكم في السنغال قبل فيدريب بزمن طويل. أو على الأصح أصبحت مدرسة أبناء الشيوخ جزءا من مدرسة أشمل وأوسع هي مدرسة بلانشو، وتعرف اليوم مدرسة بلانشو باسم ثانوية أحمد فال.
كان التعليم متشابها في جميع فروع وأقسام مدرسة بلانشو غير أن قسم أبناء الشيوخ يدرس مبادئ اللغة العربية ويتم التركيز في هذا القسم الذي تستمر الدراسة فيه أربع سنوات (بدل ثلاث للأقسام الأخرى) على المعلومات التطبيقية لأن المطلوب بالنسبة لأبناء الشيوخ بشكل خاص أن يكونوا موظفين في الإدارة الاستعمارية.
كان سيدي محمد جاكانا رحمه الله تعالى المتوفى بداية سنة 2008 والذي كان وزيرا للدفاع الوطني بداية سبعينيات القرن الماضي من أبرز الموريتانيين الذيم درسوا في مدرسة بلانشو بسينلوي بعدما حصل على شهادة الدروس الابتدائية بكيهيدي.
كما انتسب لهذه المدرسة الدبلوماسي الموريتاني ممادو توري رحمه الله تعالى وهو أول سفير لموريتانيا في باريس سنة 1961.
وقد مر بها كذلك الوزير السابق والإداري المتمرس ممادو صمبا بولي با رحمه الله قبل أن ينتسب لمدرسة سبيخوتان لتكوين المعلمين بدكار، ليصبح بعد ذلك أحد أبرز السياسيين والإداريين الموريتانيين خلال فترة الاستقلال.
ومن أبرز من تابع دراسته في مدرسة بلانشو الرئيس الموريتاني الأسبق المختار ولد داداه رحمه الله الذي تحدث في مذكراته عن دخوله هذه المدرسة وكيف كان طلب منه والده محمدن ولد داداه رحمه الله أن يختار هذه المدرسة لا سواها لأن بها تعليما باللغة العربية.
وقد التحق العديد من إطارات موريتانيا الأوائل بهذه المدرسة ومن بينهم الوزير السابق والسياسي المتميز بحام ولد محمد الأغظف وغيره من أعيان البلد وأعلامه.
وتستحق هذه المؤسسة دراسة خاصة وتعرفا على الدفعات الموريتانية التي تخرجت منها.
نقلا عن صحفة الكاتب غالا ولد سيد محمد