في ساعات ظهيرة يومٍ مشمس في العاصمة الكتالونية برشلونة وبالتحديد في ملعب الكامب نو، المكسور والجريح، أقام نادي برشلونة مؤتمراً وداعيا لنجمه الأرجنتيني سيرجيو أجويرو الذي شارفت مسيرته مع النادي الكتالوني على الانتهاء قبل أن تبدأ أصلاً.
أحد أعظم، إن لم يكن أعظم هدافي الدوري الإنكليزي يغادر عالم المستديرة بعد أن سطر التاريخ مع نادي مانشستر سيتي بعد خطواته الأولى في إندبندينتي الأرجنتيني وأتليتيكو مدريد الإسباني.
مسيرة مثالية حظي بها الهداف الأرجنتيني يمكن اختصارها بحبه وعشقه الأبدي للشباك التي ترعرع على صوت هزاتها. فمع انتصاف توقيت مباراة سيرجيو أجويرو الأولى كأساسي مع ناديه الجديد برشلونة أمام نادي ألافيس بتاريخ30 تشرين الأول/اكتوبر الماضي في ملعب الكامب نو التفتت العدسات الإعلامية وأعيُن الجماهير إلى النجم الأرجنتيني الذي استلقى أرضاً بعد شعوره بانزعاج في نبضات قلبه. وعلى خلفية تلك الحادثة، نقل أجويرو إلى المشفى وبدأ برحلةٍ طويلة من الاستشارات الطبية لتحديد ما إذا كان قادراً على إكمال ممارسة اللعبة والرياضة التي يحب.
وبعد ما يقل عن الشهرين خرج النجم الأرجنتيني ليعلن اعتزاله كرة القدم تاركاً الكثير من التساؤلات حول حالته الصحية. إذ انضم بذلك إلى جمعٍ من نجوم كرة القدم الذين أصيبوا باضطراباتٍ قلبية كالدنماركي كريستيان إيريكسن والسويدي فيكتور لينديلوف والبولندي بيوتر زيلينسكي خصوصاً بعد فترة الجائحة. مما يفسح المجال أمام دراسة ما إذا كان التطعيم الجديد ضد الفيروس اللعين يؤثر على الرياضيين الذين يبذلون مجهودات تنفسية عالية.
طفى أجويرو على الساحة الكروية في الأرجنتين عندما كان مراهقًا مع إندبندينتي قبل التوقيع مع أتلتيكو مدريد في عام 2006 إذ أحرز102 هدفًا في خمس سنوات في إسبانيا قبل أن ينضم إلى نادي مانشستر سيتي في صفقة تبلغ قيمتها حوالي 40 مليون يورو.
في مانشستر، سجل أجويرو هدف الفوز الدراماتيكي في اللحظة الأخيرة ضد كوينز بارك رينجرز في اليوم الأخير من موسم 2011/12 لإهداء السيتي الفوز بأول لقب للدوري الإنكليزي الممتاز في تاريخ النادي.
وفي المجموع، فاز أجويرو بـ 15 لقبًا في إنكلترا، بما في ذلك خمسة ألقاب للدوري، وهو الهداف القياسي للسيتي برصيد260 هدفًا في390 مباراة. كما وشهد دوره في نمو السيتي على مدار العقد الماضي إعلان النادي مؤخرًا أنه سيتم تكريمه بتمثال خارج استاد الاتحاد إلى جانب أساطير النادي فينسينت كومباني وديفيد سيلفا.
كما وخاض أجويرو101 مباراة دولية للأرجنتين أحرز فيها 41 هدفًا وكان جزءًا من الفريق الذي فاز بلقب الكوبا أمريكا في الصيف الماضي، كما كان وصيفاً لمونديال 2014.
عندما سُئل عن أهدافه المفضلة، قال أجويرو: «كان هدف إندبندينتي ضد راسينغ عندما كان عمري 17 عامًا أحد أفضل الأهداف التي سجلتها على الإطلاق. كان الفوز بالدوري الأوروبي مع أتلتيكو لحظة سعيدة حقًا، ومن الواضح بعد ذلك مع السيتي الهدف الذي سجلته للفوز بالدوري الإنجليزي الأول، بالنسبة لي وللسيتي كانت لحظة رهيبة.
كما وأضاف «هنالك الكثير، آخرها كانت في بطولة كوبا أمريكا. صحيح أنتي لعبت مباراتين أو ثلاث مباريات فقط، لكنه كان شيئًا كنا نبحث عنه لسنوات وسنوات. وبالطبع سآخذ هدفي الأخير ضد مدريد. ليس سيئا لهدف أخير، أليس كذلك؟»
مختتماً بذلك حديثه عن هدفه الأول والأخير لناديه برشلونة، تاركاً بذلك بصمةً تاريخية في قلوب عشاق ومحبي النادي الكتالوني، الذين انضموا إلى سلسلة الملايين من الجماهير التي ساهم أجويرو في وضع بسمةٍ على وجوههم في محطاتٍ عدة عبر مسيرته الكروية الحافلة.
جواد صيدم