على الرغم من الحصار الأمني الذي تفرضه السلطات السودانية، وحملات الاعتقال التي استهدفت الناشطين في لجان المقاومة، تواصلت، أمس الخميس، التظاهرات الرافضة لانقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، حيث سقط قتلى وأصيب العشرات، بسبب القمع الأمني، فيما وصل وفد من دولة جنوب السودان إلى الخرطوم برئاسة مستشار الشؤون الأمنية لحكومة جوبا توت قلواك، وذلك لبحث إمكانية الوصول لاتفاق طارئ بين الأطراف السودانية.
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، في بيان عن سقوط قتيلين في مدينة أمدرمان، وثالث في محلية بحري.
وأطلقت الأجهزة الأمنية الغاز المسيل للدموع على المستشفيات وسط الخرطوم، ضمنها مستشفى مخصص لعلاج سرطان الأطفال، فضلاً عن اقتحام مستشفى الخرطوم القريب من القصر الرئاسي.
وذكرت وزارة الصحة ولاية الخرطوم، عبر صفحتها في “فيسبوك”، أنه مع “استمرار انتهاكات الانقلابيين، تم الآن اقتحام مستشفى الأربعين” (خاص).
واتهمت الوزارة قوات جهازي الشرطة والمخابرات بـ”الاعتداء” على المصابين والكوادر الطبية، ما أدى إلى وقوع إصابات بينهم.
وحال إغلاق الجسور والاستخدام المفرط للقوة، دون وصول المتظاهرين في مدينتي أمدرمان وبحري لوجهة التظاهرات المحددة بالقصر الرئاسي وسط مدينة الخرطوم.
ووصل المتظاهرون في مدينة الخرطوم إلى شارع القصر القريب من القصر الرئاسي، وسط الخرطوم رغم إطلاق الأجهزة الأمنية الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بكثافة، فضلا عن المياه النتنة التي ظلت ترشها سيارات خاصة بالشرطة على المحتجين.
وقطعت السلطات أمس خدمات الاتصال الهاتفي والإنترنت وأغلقت الطرق والجسور التي تربط مدن العاصمة الخرطوم الثلاث. كما اعتقلت العشرات من أعضاء لجان المقاومة في العاصمة الخرطوم وعدد من المدن السودانية، عشية تظاهرات الخميس.
المكتب التنفيذي لقوى “الحرية والتغيير” طالب “مجلس الأمن بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الجرائم التي تواصل ارتكابها طغمة الخامس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الانقلابية”.
وفي الأثناء، وصل مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية، توت قلواك للبلاد صباح أمس، على رأس وفد من حكومة الجنوب، في زيارة تستغرق عدة أيام.
وقال قلواك في تصريح صحافي، إن الزيارة تأتي بهدف الاطلاع على تطورات الأوضاع السياسية في السودان وسبل الوصول لاتفاق طارئ مع قائد الجيش، عقب استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، التي وصفها بـ”المفاجئة”.