هل تسير موريتانيا في طريق الجزائر برفض الموائد المستديرة حول الصحراء الغربية؟ وواشنطن تدعو الى حل أممي للنزاع ولا تشير الى الحكم الذاتي
شددت الولايات المتحدة على حل أممي لنزاع الصحراء الغربية، وتفادت الحديث عن “السيادة المغربية” على منطقة النزاع، ويطالب المغرب من الأمم المتحدة الضغط على الجزائر لحضور الموائد المستديرة الخاصة بالبحث عن الحل.
وبدأ وزير المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا جولة تشمل أطراف النزاع، واستهلها بلقاء مع وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة الخميس الماضي، وهذه أول مرة لا يستقبل فيها الملك المغربي محمد السادس المبعوث المعين في النزاع في أول جولة له. ويعزو هذا الى الإجراءات من الكوفيد-19.
ولم يقدم المغرب طلبات جديدة الى المبعوث الخاص، حسب بيان وزارة خارجية المغرب، واكتفى بالتشديد على أهمية حضور الجزائر وموريتانيا الموائد المستديرة الخاصة بالبحث عن النزاع. ويتشبث المغرب بحضور الجزائر لأنه يعتبرها طرفا رئيسيا في النزاع.
وكانت الجزائر قد أعلنت منذ شهور رفضها حضور الموائد المستديرة الخاصة بالبحث عن حل النزاع بعدما اعتبر المغرب حضورها اعترافا بأنها طرفا، ولم تعلن موريتانيا عن موقف من حضور الموائد المستديرة، غير أن إصرار المغرب على حضورها قد يفسر أنها تبنت موقف الجزائر، ويوجد تنسيق متين بين الجزائر وموريتانيا في القضايا الإقليمية وبالخصوص بعد زيارة الرئيس محم الغزواني الجزائر الشهر الماضي.
وكانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة ضمن أعضاء مجلس الأمن التي أصدرت بيانا بمناسبة بدء المبعوث الأممي زيارته الى أطراف النزاع بعد قرابة سنتين من الجمود في ملف الصحراء، وأبدى مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية ترحيبه “بالزيارة الأولى” لستافان دي ميستورا إلى المنطقة بصفته المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، وقال: “نحن ندعم جهوده لإعادة إطلاق عملية سياسية ذات مصداقية من شأنها أن تؤدي إلى حل سياسي دائم ومقبول للصراع في الصحراء من لدن الطرفين”.
وتجنبت وزارة الخارجية الأمريكية الإشارة الى سيادة المغرب على الصحراء، ولم تشر الى الحكم الذاتي كحل للنزاع، ومن باب المنطق الدبلوماسي، كان على الوزارة تجديد اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء الغربية ودعوة جبهة البوليزاريو الى قبول الحكم الذاتي.
وكان الرئيس الأمريكي السابق قد اعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مقابل استئناف المغرب لعلاقاته مع إسرائيل، ومنذ تولي إدارة جو بايدن مقاليد البيت الأبيض، لم تسحب الاعتراف ولكنها تتجنب الإشارة الى السيادة المغربية وتحث على المساعي الأممية.
وكان الكونغرس الأمريكي قد ألزم الرئيس جو بايدن بتجميد تمويل مناورات عسكرية جديدة مع المغرب إذا لم يبرهن المغرب عن تقدم في مفاوضات السلام في الصحراء، واعترض على صفقات أسلحة أمريكية للمغرب، ويسجل الكونغرس نشاطا كبيرا للتيارات المناهضة لسيادة المغرب على الصحراء.
وانتقل المبعوث الأممي من المغرب الى مخيمات تندوف وأجرى اليوم مباحثات مع قياديي جبهة البوليزاريو، وسينتقل الى موريتانيا ثم الجزائر لتقديم تقرير الى الأمين العام للأمم المتحدة.