تواصل القمع والاعتقالات ضد لجان المقاومة المعارضة للانقلاب في السودان، أمس الأربعاء، فيما استقبل القادة العسكريون وفدا إسرائيليا وصل إلى الخرطوم، تزامناً مع وصول وفد أمريكي للتباحث مع الأطراف السودانية حول الأزمة الراهنة في البلاد ودفع مبادرة البعثة الأممية للمباحثات غير المباشرة. في حين أعلن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، أمس الأربعاء، تكليف وكلاء الوزارات المكلفين بالقيام بأعباء الوزراء في إطار حكومة تسيير أعمال لتمهيد الطريق لقيام الانتخابات.
وحطّ الوفد الإسرائيلي أولا في مطار شرم الشيخ المصري قبل أن يصل العاصمة السودانية، في زيارة غير معلنة ذات طبيعة أمنية.
وأكد مصدر مطلع لـ”القدس العربي” أن الزيارة التي تستمر حتى مساء اليوم جاءت بطلب من إسرائيل، وأن نائب قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، كان في استقبال الوفد التابع للموساد الإسرائيلي بمطار الخرطوم منتصف ظهيرة أمس، والتقى بعدها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وأكد، من دون كشف اسمه، أن اجتماعا ثلاثيا بين قادة الانقلاب والوفدين الأمريكي والإسرائيلي، سينعقد خلال الساعات المقبلة، لمناقشة ملفات أمنية.
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أمس عن زيارة يقوم بها وفد من جهاز الموساد واستخبارات جيش الدفاع إلى الخرطوم، بينما تكتمت السلطات السودانية على تفاصيل الزيارة، ولم تكشف عن أمد أو برنامج الزيارة.
في الأثناء، التقى الوفد الأمريكي بعدد من الأطراف المدنية، أبرزها تجمع المهنيين السودانيين والمجلس المركزي لقوى “الحرية والتغيير”، وينتظر أن يلتقي أطرافا أخرى مدنية وعسكرية.
وقال “تجمع المهنيين السودانيين”، في بيان أمس، إن وفدا من تجمع المهنيين التقى أمس بالوفد الأمريكي الزائر للسودان، في إطار المساعي والجهود الدولية الرامية إلى معالجة الأزمة المحتدمة التي أفرزها الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والهادف لقطع الطريق أمام التحول المدني والمسار الديمقراطي للثورة السودانية.
كما التقى وفد واشنطن أيضا، المجلس المركزي لقوى “الحرية والتغيير”. وبيّن القيادي في الأخيرة، شهاب الدين الطيب لـ”القدس العربي”، أن قوى “الحرية والتغيير” أكدت لواشنطن أنها تريد تكوين آلية دولية تضم الترويكا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وعددا من الدول الصديقة للسودان لدعم مبادرة الأمم المتحدة.
وأكدت “الحرية والتغيير” حسب الطيب، للوفد الأمريكي، رفضها الحوار والشراكة مع قادة الانقلاب.
إلى ذلك، تواصل العصيان المدني وإغلاق الطرق لليوم الثاني في العاصمة السودانية الخرطوم، وسط حركة محدودة وتوقف لعدد كبير من المؤسسات والمحال التجارية، في وقت أزالت السلطات عددا من المتاريس واعتقلت أعضاء لجان مقاومة. وسمع صوت إطلاق نار في منطقة بري شرق الخرطوم، أعلنت بعدها لجان المقاومة هناك اعتقال أربعة من أعضائها واقتيادهم إلى جهات غير معلومة.
“كما أعلنت لجنة “أطباء السودان”عن سقوط قتيل برصاص قوات السلطة أثناء فض المتاريس في مدينة أمدرمان غربي العاصمة.