غادر النجم الكاميروني صامويل إيتو إلى أوروبا في سن مبكر، ليصبح واحدا من أعظم لاعبي كرة القدم الأفارقة في كل العصور.
لكنّ اسمه لمع للمرة الأولى في مدينة دوالا، حيث يواصل السكان تكريم مهاجم برشلونة الإسباني السابق، مهما تقدم الزمن.
وتُعدّ العاصمة الاقتصادية للكاميرون مدينة ساحلية صاخبة، وفوضوية وساخنة ورطبة.
وفي هذه المدينة بالذات، سيواجه منتخب "الأسود غير المروضة"، المفاجأة جامبيا، في ربع نهائي كأس الأمم الإفريقية، اليوم السبت، حيث تحضر الكاميرون إلى دوالا لأول مرة في البطولة، بعد أن خاضت مبارياتها السابقة في العاصمة ياوندي.
نشأة متواضعة
إيتو (40 عاما)، الذي تألق أيضًا في صفوف إنتر الإيطالي، وارتدى الرقم 9 لبلاده، انتقل إلى دوالا مع عائلته من العاصمة، عندما كان فتى صغيرًا.
وقد نشأ في منزل عادي، في شارع مليء بالغبار في نيو بيل، وهي منطقة فقيرة حيث تظهر السعادة الغامرة على السكان المحليين، لمجرّد الحديث عن الرجل الذي وضع هذه المنطقة على الخارطة العالمية، وليس المحلية فحسب.
"لقد نشأ هنا ولكن باركه الله"، هذا ما قاله فالنتين، البالغ 49 عامًا، وهو متعهد يحتمي من شمس الظهيرة الحارقة، على الجانب الآخر من الشارع من منزل عائلة إيتو.
وتابع "لقد ساعد إيتو الكثير من الناس في هذا الشارع.. عاد إلى هنا مؤخرًا، ووفّر الطعام للجميع في نيو بيل".
خالد في الذاكرة
في هذا الشارع، زُيّنت الجدران الخارجية لإحدى الحانات بصور أفضل لاعب إفريقي أربع مرات.
وبالقرب من سيارات الأجرة، التي يمكن أن تجعل التنقل في الشوارع مهمة محفوفة بالمخاطر، تمرّ أمام تمثال إيتو باللون الأخضر والأصفر والأحمر المرادف لعلم الكاميرون.
وفي دوالا، كان من الواضح أن إيتو كان موهبة خاصة منذ صغره.
ويتذكر جان رينيه نوبيسي، الذي وضع إيتو تحت جناحه، عندما بدأ مسيرته في نادي يو سي بي المحلي "كان صغيرًا وحيويًا ومحبًا لكرة القدم.. يقول عني انّني رئيسه الاول، لقد ساعدت في الإشراف على تطوره".
وأضاف "عندما لعب مع يو سي بي، سجل أهدافًا في كل مباراة، وكنت أمنحه علاوة صغيرة كمكافأة.. حتى آنذاك كان يمكنك أن ترى الانضباط الذي كان يتمتع به، كان يؤمن بإمكانياته، ويعرف إلى أين يريد أن يصل".
جدران مكتب نوبيسي الضيق في منطقة أكوا التجارية، مغطاة بصور له مع إيتو، وأخرى مع رئيس برشلونة، خوان لابورتا.
وكان إيتو في سن الـ16، عندما ظهر لأول مرة على المستوى الدولي، وبالكاد كان عمره 17 عامًا عندما شارك في كأس العالم 1998، بعد أن قرّر المدرب المعين حديثًا في حينها، كلود لوروا، أنه لا يمكنه تجاهل هذه الموهبة.
وقال لوروا لوكالة فرانس برس "أردت أن أعطي فرصة لجميع اللاعبين المحليين، لمعرفة ما إذا كان هناك اكتشاف كبير بينهم.. ورأيت هذا اللاعب الشاب الذي بدا مرتاحًا جدًا من الناحية التكتيكية، وذكي جدًا".
وتابع "لقد كان مجرّد طفل، لكنه لم يكن خائفًا من كل الأسماء الكبيرة في الفريق".
وبعد اعتزاله اللعب عام 2019، وهو يبلغ من العمر 38 عامًا، انتقل إيتو سريعًا إلى دور قيادي خارج الملعب، ففي كانون الأول/ديسمبر تم انتخابه رئيسًا لاتحاد كرة القدم في الكاميرون.