دعت أبرز المؤسسات اليهودية في فرنسا إلى التصويت للرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون في الدور الثاني لانتخابات الرئاسة المقررة في 24 أبريل/نيسان الجاري، في حين دعت منافسة ماكرون مرشحة أقصى اليمين مارين لوبان إلى “تقارب إستراتيجي” بين حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) وروسيا، بمجرد انتهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية -في بيان نشر اليوم الأربعاء- إنه يحث الفرنسيين على قطع الطريق أمام لوبان والتصويت لفائدة ماكرون، لضمان “انتصار فرنسا التي تجمعنا عبر صندوق الاقتراع”.
وأضاف المجلس أنه يعارض حزب مارين لوبان، لأن “تاريخه ومواقفه ينافيان القيم الجمهورية التي يحملها يهود فرنسا”.
ودعا رئيس المجمع الديني اليهودي المركزي، إيلي كورشيا، والحاخام الأكبر في فرنسا، حاييم كورسيا، إلى تجاوز الانقسامات السياسية والتصويت لإيمانويل ماكرون، “من أجل ضمان الحفاظ على مبادئ الجمهورية الرئيسة كقيم إنسانية تنادي بها اليهودية”.
وتعتزم لوبان -في حال توليها الرئاسة الفرنسية- حظر ذبح الحيوانات من دون صعق، أي حظر طريقة الذبح المتبعة حسب شرائع اليهود والمسلمين.
وتصدر ماكرون نتائج الدور الأولى من الاقتراع الرئاسي -الذي أجري الأحد الماضي- بحصوله على 27.8% من الأصوات، تلته لوبان بنسبة 23.1%، ليتكرر سيناريو انتخابات الرئاسة لعام 2017، التي هزم فيها ماكرون منافسته مرشحة أقصى اليمين.
يواصل المرشحان حملاتهما الانتخابية لحشد أكبر قدر من الناخبين لفائدتهما، وقالت لوبان -في مؤتمر صحفي- حول رؤيتها للسياسة الخارجية لفرنسا إنها تريد “تقاربا إستراتيجيا بين حلف الناتو، وروسيا بمجرد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وتسويتها بموجب معاهدة سلام”.
وأضافت المرشحة اليمينية أن هذا التقارب يصب في مصلحة فرنسا وأوروبا والولايات المتحدة، وشددت لوبان على أنها لا تريد “الخضوع لموسكو”، ولا “التبعية لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن”، خصوصا في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
كما قالت المرشحة الرئاسية إنها لن تنسحب من اتفاق باريس لمواجهة التغير المناخي في حال فوزها بانتخابات الرئاسة، مضيفة أن أزمة المناخ “ليست أولوية” في سياستها الخارجية.
من ناحية أخرى، نفى ماكرون -اليوم الأربعاء- عقد أي اتفاق سياسي أوسع نطاقا مع الرئيس السابق نيكولا ساركوزي بخصوص تأييده لماكرون في الدور الثاني لانتخابات الرئاسة.
وتكهنت وسائل إعلام فرنسية بأن ماكرون، الذي يحتاج إلى أغلبية جديدة بعد الانتخابات التشريعية في وقت لاحق من العام الحالي عقب الانتخابات، سينال دعم ساركوزي بعدما عرض عليه -في المقابل- الحصول على نفوذ سياسي.
وكان ساركوزي أعلن -أمس الثلاثاء- تأييده ماكرون، قائلا في منشور على مواقع التواصل “أعتقد أنه يتمتع بالخبرة اللازمة، لأننا نواجه أزمة دولية كبيرة وأكثر تعقيدا من أي وقت مضى”.
وبشأن الحرب الروسية في أوكرانيا، لم يستخدم ماكرون عبارة “إبادة جماعية” التي استخدمها نظيره الأميركي جو بايدن في وصف ما ترتكبه القوات الروسية في أوكرانيا، مشككا في فائدة “التصعيد الكلامي” لإنهاء الحرب.
وردا على سؤال عبر قناة “فرانس 2” بشأن تصريحات بايدن أمس الثلاثاء، أجاب ماكرون بأنه يريد “توخي الحذر في استخدام المصطلحات”، مضيفا “أقول إن روسيا شنت حربا عنيفة من جانب واحد، وإنه ثبت حاليا أن الجيش الروسي ارتكب جرائم حرب، وعلينا حاليا العثور على المسؤولين”.