الغموض الذي تشهده العلاقات الدبلوماسية الموريتانية الايرانية في الفترة الاخيرة اصبح امرا ملاحظا ولم يعد
بالامكان السكوت عليه ان صار مثيرا للحيرة ومصدرا للكثير من التساؤلات..فعلى الرغم من وجود سفير للجمهورية الاسلامية الايرانية في نواكشوط ووجود دبلوماسي موريتاني في مستوى قائم باعمال في العاصمة الايرانية طهران الا ان مستوى العلاقات بين البلدين لم يرقى الى ما يصبو اليه شعبي البلدين من تعاون وتضامن بين الدولتين بل ان مستوى العلاقة بينهما يشبه قطيعة دبلوماسية محتشمة وغير معلنة كما يرى البعض.. فمن المؤكد والثابت ان الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تتبنى النظام الثوري الاسلامي والتي تمتلك مقدرات علمية واقتصادية وتجارية كبيرة لم تفوت اي فرصة لتعزيز التعاون مع دول العالم الاسلامي وقد وضعت كل خبراتها العلمية والتعليمية والاقتصادية تحت تصرف هذه الدول من اجل تعزيز سيادتها وتقوية ثقتها في قوة التكامل الاسلامي..ولم تكن الجمهورية الاسلامية الموريتانية بعيدة عن اهتمام جمهورية ايران فقد وقعت معها عديد البروتكولات والاتفاقيات في عديد المجالات وخاصة الصحة والتنمية والتجارة والبنوك وغيرها لكنها للاسف بقيت حبرا على ورق حتى اللحظة ولم ترى طريقها الى التنفيذ... وتلقى عدد كبير من الوزراء الموريتانيين دعوات لزيارة طهران بما فيهم وزيري الخارجية السابق والحالي لبحث سبل وآليات تطوير هذه العلاقات والدفع بها الى الامام بما ينفع الشعبين الشقيقين كما عبرت ايران في الفترة الاخيرة عن استعدادها للتعاون مع موريتانيا في قطاعات النقل الحضري و التجهيز والطرق والتعدين والصحة كان آخر العروض الايرانية بمنح شحنات من اللقاح المضاد لكورونا وحل مشكلة النقل الحضري. لكن التجاوب الموريتاني ظل ضبابيا وغير محسوم او هو اغرب الى الرفض والتجاهل المريب بسبب تسويف وتلكؤ ادارات التعاون في هذا القطاع او ذاك..من دون وجود مبرر مقنع لهذا التردد المثير والغير مفهوم. ما يثير الدهشة حقا هو ان دبلوماسيتنا في موريتانيا تسير عكس الاتجاه او لربما منفصلة عن الواقع ووقائعه اليوم.. ففي الوقت الذي تتسابق فيه دول الخليج العربي ودول امريكا والاتحادين الاوربي والاوراسي لحجز امكنة لها في طهران والى بذل كل الجهود للتعاون معها وتحسين العلاقة مع هذه الدولة الرائدة والقوية تسعى فيروسات وبائية تعتاش كالطفيليات في دهاليز الادارة الموريتانية الى عرقلة العلاقة مع دولة كايران ومنع استفادة الشعب الموريتاني من التجربة التنموية والاقتصادية التي حققها هذا الشعب الحضاري العظيم بارادته وعزيمته غير مدركين ان لاوجه للتعارض او التضاد بين التعاون مع الدول او تنويع الشراكات. ..ترى لحساب من يتم تجميد هذه التعاون الموريتاني الغيراني ..ولمصلحة من يتم اغتيال هذا التعاون وتفريغ العلاقة من جوهرها الصحيح والمناسب.. ولماذا يحرمون الشعب الموريتاني من الاستفادة من الخبرات العلمية والتكنولوجية والثقافية والحضارية لهذا البلد و من الفرص الكبيرة هناك والتي تتسابق اليها دول عديدة ومن ضمنها دول الجوار الموريتاني...؟!
محفوظ الجيلاني / كاتب صحفي