قال منتدى الديمقراطية والوحدة المعارض إن النظام الحاكم أنفق أموالا طائلة لتضليل الرأي العام ومغالطته وقال إن وسائل الإعلام الرسمية "لم تتورع عن الكذب في محاولة منها لتضليل الشعب الموريتاني وإيهامه،
بأن ما حدث من هرج ومرج بقصر المؤتمرات، في يوم السابع من سبتمبر، كان حوارا أو تشاورا بين السلطة والمعارضة"، وأضاف المنتدى في بيان صادر عنه صباح اليوم الثلاثاء "إنها عملية خداع وتضليل للمواطن الموريتاني تقوم بها السلطة وإعلامها الرسمي".
وهذا نص البيان:
"في ظل مقاطعة قوية لمهزلة السابع من سبتمبر من طرف المعارضة الموريتانية (مقاطعة كاملة من طرف المنتدى، وشبه كاملة من طرف المعاهدة التي اكتفت بإيفاد رئيسها الدوري للمطالبة بتأجيل موعد الحوار).
في ظل هذه المقاطعة القوية من طرف المعارضة الموريتانية لمهزلة السابع من سبتمبر لم تجد السلطة من مخرج من مأزق السابع من سبتمبر إلا أن تعود إلى عادتها القديمة الجديدة، والمتمثلة في محاولة خداع ومغالطة الشعب الموريتاني، والذي لم يعد ينخدع بأباطيلها وحيلها.
لقد بدأت عملية الخداع والمغالطة بتخصيص أماكن متقدمة في القاعة التي ستشهد افتتاح المهزلة، لأحزاب في المنتدى، وذلك بالرغم من أن رئيس المنتدى كان قد رد ـ وفي وقت مبكر ـ على دعوة الوزير الأمين العام للرئاسة، وأكد له في رده بأن المنتدى ـ وبكل أقطابه ومكوناته ـ لن يشارك في مهزلة السابع من سبتمبر.
فلماذا يتم من بعد ذلك تخصيص مقاعد متقدمة في القاعة لبعض أحزاب المنتدى؟
ولقد تواصلت عملية الخداع والتضليل من خلال وسائل الإعلام الرسمي (إذاعة، تلفزيون، وكالة)، والتي لم تتورع عن الكذب في محاولة منها لتضليل الشعب الموريتاني وإيهامه، بأن ما حدث من هرج ومرج بقصر المؤتمرات، في يوم السابع من سبتمبر، كان حوارا أو تشاورا بين السلطة والمعارضة.
ومن أجل ذلك فقد قامت وسائل الإعلام الحكومي بتغطية واسعة لمهزلة السابع من سبتمبر، وعدلت في مساطر برامجها لإعطاء مساحة أكبر للتطبيل لهذه المهزلة، وذلك في وقت لم تستضف فيه وسائل الإعلام الحكومي أي شخص من مقاطعي أو معارضي مهزلة السابع من سبتمبر.
لقد حاولت وسائل الإعلام الحكومي أن تظهر أن هناك إجماعا وطنيا غير مسبوق على مهزلة السابع من سبتمبر، وأن الشعب الموريتاني ـ وعن بكرة أبيه ـ قد شارك في تلك المهزلة. وبالتأكيد فإن الحقيقة كانت على النقيض من ذلك تماما.
وكعادتها فلم تتورع وسائل الإعلام الحكومي عن الكذب البين، فأعطت لبعض المشاركين في مهزلة السابع من سبتمبر صفات وألقابا لا صلة لهم بها، فسمعنا في تغطية المهزلة عن رئيس لحزب معارض وما هو برئيس لذلك الحزب المعارض، وسمعنا عن نائب لرئيس حزب معارض، وما هو بنائب لذلك الرئيس.
وسمعنا عن حزب عضو في المنتدى يشارك في مهزلة السابع من سبتمبر، وذلك رغم أن كل الأحزاب المنخرطة في المنتدى قد قاطعت مهزلة السابع من سبتمبر، ولم يحضر منها أي حزب لتلك المهزلة.
إنها عملية خداع وتضليل للمواطن الموريتاني تقوم بها السلطة وإعلامها الرسمي، ومع ذلك فإننا لم نسمع أن "الهابا" قد أصدرت بيانا للدفاع عن شرف المواطن الموريتاني الذي تتم مغالطته وخداعه والكذب عليه يوميا من طرف الإعلام الحكومي، وذلك في وقت يتم فيه تجاهل كل المشاكل الحقيقية التي يعاني منها ذلك المواطن والانشغال عنها بالتطبيل لمهازل من نوع مهزلة السابع من سبتمبر، وهي المهزلة التي يعلم منظموها من قبل غيرهم بأنها لن تجلب للشعب الموريتاني خيرا، وإنما ستجلب له المزيد من الضرر.
لقد أنفقت على هذه المهزلة أموال طائلة، كان الأولى بها أن تنفق لعلاج ضحايا الحمى أو للتخفيف من معاناة آلاف المواطنين الذين تحاصرهم المياه الراكدة والقمامة في عاصمة "موريتانيا الجديدة".
أما حال المواطنين في "موريتانيا الأعماق" فهو أشد مرارة وقسوة، وهم كانوا ـ وبكل تأكيد ـ أحوج لتلك الأموال التي تم تبذيرها على مهزلة السابع من سبتمبر."