مع انطلاق العمليات البرية للتحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، سارعت عدد من المنابر الإعلامية اليمنية إلى الحديث عن مشاركة مغربية في المعارك الدائرة في عدد من مناطق اليمن، مما فتح المجال لعودة الجدل للساحة المغربية حول المشاركة العسكرية المغربية في هذا البلد.
ونقلت عدد من المصادر الإعلامية اليمنية الموالية للشرعية، عن من وصفتها بـ"المصادر العسكرية" أن دول التحالف العربي اتفقت على إرسال ألوية عسكرية برية للمشاركة في العمليات الدائرة ضد مليشيات الانقلاب في المحافظات الشمالية والجنوبية الغربية.
وأضافت نقلا عن المصادر ذاتها، أن كلا من مصر والأردن والمغرب والسودان وقطر والكويت سترسل ألوية قتالية برية إلى محافظات مأرب وعدن والحديدة وتعز.
وفي تعليقه على هذه الأخبار، قال أستاذ التعليم العالي في جامعة محمد الخامس بالرباط، والباحث في الشؤون الإستراتيجة، خالد يايموت، إن "مشاركة وحدات برية مغربية في العمليات العسكرية رفقة التحالف العربية داخل اليمن أمر جد عادي بالنظر للعلاقة التي تربط المغرب والسعودية".
وتابع خالد يايموت "، أن "المشاركة المغربية في العملية العسكرية البرية ذات طبيعة خاصة جدا، وتأتي في إطار التعاون المغربي السعودي، أكبر منه دفاعا عن الشرعية ضد الانقلاب في اليمن".
وأضاف خالد يايموت، أن" التدخل المغربي دعما للسعودية في مواجهة الحوثيين ليس وليد اليوم، فالمغرب شارك بعدد من وحداته الخاصة في الحرب السادسة، في سنة 2009؛ حيث حسمت القوات المغربية النزال لصالح السعودية، ونجحت في تحرير (جازان) والمناطق الجنوبية من يد الحوثيين".
وأوضح يايموت، أن الجيش المغربي كان يكتفي في مرحلة مهمة من تاريخه بالقيام بعمليات ذات طابع إنساني، لكن علاقته مع السعودية بشكل كبير وبالإمارات، دفعته إلى دعم هذه العمليات بحكم العلاقات التي تتقوى يوما بعد يوم".
وشدد الكاتب والمحلل، على أن "الوحدات المغربية كانت من بين أوائل القوات التي قامت بعمليات إنزال جوي في مدينة (تعز)، رفقة الدول العربية الأخرى المشاركة في التحالف العربي".
وسجل أن الوحدات المغربية منتشرة في عدد من مناطق القتال في اليمن، ولا تكتفي بمنطقة واحدة، في إطار الخطة العسكرية التي تشرف عليها قيادة التحالف العربي".
وعن عدد الجنود المغاربة المتواجدين في اليمن، رجح يايموت "وجود ما بين 800 إلى 1000 مقتل مغربي من الوحدات الخاصة ذات الكفاءة والتدريب العالي، بشهادة تقارير أمريكية وألمانية مختصة".
وبخصوص التعاون العسكري المغربي السعودي، قال الباحث، إن "العلاقات المغربية السعودية تزداد توسعا وعمقا مع الأيام، ولا ننسى أن المغرب أعار بعض طياريه وضباطه الكبار من أجل الإشراف على التدريب والتأهيل في السعودية ثم بعدها في الإمارات".
وكان بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون قد قال في آذار/ مارس أن "المغرب يعرب عن تضامنه الكامل والمطلق مع المملكة العربية السعودية، وتأييدها للحفاظ على الشرعية في اليمن".
وأوضح البلاغ أن "المملكة المغربية تابعت عن كتب وبانشغال كبير التطورات الخطيرة التي عرفتها الجمهورية اليمنية والمتمثلة في استعمال القوة والعنف والإمعان في نسف مكتسبات الحوار الوطني اليمني وضرب الشرعية".
وأضاف البلاغ أنه أمام هذه السلوكات، وما تحمله من مخاطر على نطاق واسع، فإن المملكة المغربية تعلن عن تضامنها الكامل والمطلق مع المملكة العربية السعودية، وتأييدها للحفاظ على الشرعية في اليمن والدفاع عن المملكة العربية السعودية في خطاها لدرء أي سوء قد يطال أرضها أو يمس من قريب أو من بعيد، بالحرم الشريف أو يهدد السلم والأمن في المنطقة برمتها".
هذا وقالت مصادر عسكرية يمنية، إن القوات العربية البرية ستصل اليمن خلال الأيام القادمة حيث بادرت الكويت وقطر في إرسال الألوية العسكرية إلى السعودية في حين تستعد القوات البحرية المصرية والمغربية لنقل القوات البرية إلى الموانئ اليمنية في العاصمة عدن.
وبحسب المصادر ذاتها فإن قيادات القوات العربية المشتركة توافقت على حجم القوات البرية التي ستشارك في العمليات الميدانية ضد مليشيات الحوثي والمخلوع في المحافظات التي مازالت تحت سيطرت تلك المليشيات.