بينما يميل الناس إلى تبديل وجبات العشاء الخاصة بهم، فمن الشائع اختيار وجبة إفطار متطابقة تقريبا، كل صباح.
وقد يكون هذا التكرار للوجبات الصباحية ناتجا عن ضيق الوقت في الساعات الأولى من اليوم، ولذلك سيكون من الضروري الانتباه إلى ما نتناوله في الصباح للحصول على الطاقة اللازمة وتحقيق فوائد صحية .
وقد يكون اختيار الشوفان في الصباح كجزء من نظام غذائي صحي متوازن أحد أفضل الخيارات للمساعدة في “درء الأمراض”.
وتفتخر العديد من حبوب الإفطار بمحتوياتها الغذائية الغنية، وأصبح من الشائع أن تكون هذه الحبوب مدعمة بعناصر غذائية هامة، مثل حمض الفوليك والحديد.
وللشوفان خصائص تجعله أحد أفضل الخيارات في الإفطار، وفقا لباحثة صحية وعالم أحياء في الجمعية الخيرية النباتية Viva.
وتوضح فيرونيكا تشيرفاتوفا، كيف يمكن أن يساعد تناول عصيدة الشوفان في الصباح على درء الأمراض، قائلة إن مصدر الكربوهيدرات هذا منخفض الدهون وعالي البروتين، وهو مليئ بالعناصر الغذائية الرئيسية.
وأضافت: “إنه يحتوي على مجموعة جيدة من الفيتامينات والمعادن أيضا – العديد من فيتامينات ب والحديد والمغنيسيوم والبوتاسيوم والزنك والنحاس والمنغنيز. وتساهم كل هذه العناصر الغذائية في نظام مناعة قوي”.
وأكدت شارفاتوفا أيضا على احتواء الشوفان على مجموعة من المواد الكيميائية تسمى أفينانثراميد. وأوضحت أن “هذه مضادات أكسدة قوية ذات خصائص مضادة للالتهابات ويمكن أن تهدئ التهيج والحكة. لذا، فإن تناول الشوفان يمكن أن يساعد في عدد من حالات الالتهاب”.
ودعمت العديد من الدراسات التي أجريت على مدار السنوات الأخيرة التأثير المضاد للالتهابات لهذه المواد الكيميائية.
ووصفت مراجعة من عام 2018، والتي بحثت في العديد من الأوراق البحثية للتوصل إلى استنتاجات عامة تقول إن هذه المواد الكيميائية “لها خصائص صحية مفيدة كبيرة” بسبب آثارها المضادة للالتهابات.
والالتهاب المزمن هو سبب بعض أكبر الأمراض القاتلة، مثل أمراض القلب. كما أنه مرتبط بالتهاب المفاصل والسرطان ومرض كرون.
والالتهاب هو استجابة الجسم لشيء يضغط عليه، مثل الجراثيم. ويرسل الجسم خلايا الدم البيضاء لمحاربة البكتيريا أو التئام الجروح. ولكن عندما تكون هذه الاستجابة شديدة وطويلة الأمد يمكن أن تسبب تلفا للخلايا والأنسجة.
ووجد الباحثون أيضا أن هذه المركبات لها خصائص يمكن أن تمنع نمو الخلايا السرطانية، وفقا لمراجعة نُشرت في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية في عام 2019.
ولسوء الحظ، لا يوجد سوى عدد قليل من التجارب السريرية التي اختبرت تأثير هذه المركبات على السرطان.
وتوضح شارفاتوفا أيضا أن الشوفان يحتوي على نوعين مختلفين من الألياف، القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان.
ويمكن أن تساعد الألياف القابلة للذوبان، والتي تذوب في الماء، في التحكم في كمية السكر والكوليسترول في الدم.
ويزيد ارتفاع مستوى السكر في الدم من خطر الإصابة بمرض السكري بينما يزيد الكوليسترول من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وأظهرت الدراسات أن الشوفان، عند تناوله كجزء من نمط حياة صحي، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
وقد يكون الشوفان مفيدا أيضا في نظام جمالك المضاد للشيخوخة، ويعود ذلك إلى الدور المضاد للالتهابات للأفينانثراميد في الشوفان، وهي مواد كيميائية لها تأثير في تهدئة التهيج والحكة، كما أوضحت شارفاتوفا.
ولكن، يجب الانتباه إلى أن تناول الكثير من الشوفان في الواقع يمكن أن يضر بالصحة. كما يمكن لإضافة المزيد من السكر إلى الشوفان، مثل السكر أو الشوكولاتة وغيرها من المواد الغذائية الحلوة، أن يقلل من القيمة الغذائية للوجبة، بحسب موقع Eat This، Not That! نقلا عن الدكتور جان إنج سيرن.
ويمكن أن يسبب الشوفان أيضا الانتفاخ، كونه نوعا من الحبوب الكاملة التي تحتوي على مستويات عالية من الألياف والجلوكوز والنشاء. وجميع هذه العناصر تستهلكها بكتيريا الأمعاء، والتي تطلق غازات يمكن أن تسبب الانتفاخ.