كل الاهتمام الآن في موريتانيا منصب حول كبش العيد أو الأضحية، وذلك منذ أن أعلنت لجنة مراقبة الأهلة أن عيد الأضحى أو «العيد الكبير» كما يحلو للبعض تسميته، سيصادف يوم الخميس 24 سبتمبر الجاري .
ويتنافس باعة المواشي كل حسب مهارته وخبرته، ويصاب الزبناء المشترون بالإرهاق والإجهاد بسبب التجوال من سوق إلى سوق ومن قطيع لقطيع، حيث يحرص الموريتانيون وجيرانهم السنغاليون على اقتناء الأكباش في عيد الأضحى والتفاخر بها، وبقدر ما كان كبش الأضحية ضخما طويل القرون وتام الصورة أبيض اللون، بقدر ما كان لصاحبه مكانة عظيمة يوم العيد . وإذا كان الموريتانيون يشترون أضاحيهم قبل العيد بيوم أو يومين فإن من السنغاليين من يشترون خروفا صغيرا ويتولون على مدار السنة تربيته بعناية والسهر على تسمينه وربطه داخل المنزل إلى يوم العيد، حيث يسود الإعتقاد بأن الكبش المربوط بالمنزل يحفظ أفراد الأسرة من العين لإن سموم عيون الزائرين سيمتصها الخروف عند الدخول . ويتولى صاحب الأضحية تربية وعناية أضحيته، ومنهم من يخصص لها كل أسبوع حماما بالصابون،
أما يوم العيد فإن الأضحية تعطر لكونها مقدمة لفداء نبي الله إسماعيل عليه السلام . ولترسخ عادات الحرص على اقتناء وذبح الأضحية ترتفع أسعار الخراف في أسواق المواشي على مستوى العاصمة نواكشوط، التي تنقل إليها آلاف الأكباش من قرى الداخل، أما الأسعار في المدن الداخلية القريبة من مراكز تنمية المواشي فالأسعار معقولة . وحسب ما لاحظه موفد الشروق ميديا خلال جولة له في أسواق المواشي جنوب العاصمة نواكشوط، فإن أسعار الأضحية الجيدة حسب المواصفات يصل هذه السنة إلى 50 ألف أوقية . ويدافع ميساره ولد بلخير عن الأسعار ويؤكد أن "الخراف تستجلب من مكان بعيد وينفق عليها الكثير" .
ومما رفع أسعار الخراف في موريتانيا تصديرها لـ 700 ألف خروف نحو جارتها السنغال، وهو أمر انتقد بقوة على المستوى المحلي لكونه قلل المعروض في الأسواق الموريتانية . ويفضل السنغاليون خراف موريتانيا لكونها أضخم من خرفان السنغال الصغيرة، وهم يبذلون الغالي والنفيس للحصول عليها . أما يوم العيد فيذبح المضحون خرافهم وتبدأ أدخنة الشواء تنبعث من المنازل فالكل يسلخ لنفسه ويشوي لنفسه، فليس هناك في يوم العيد عمال لتولي هذه المهام، إذ أن الجميع في أجواء العيد بعيدا عن مواقع العيد.
الشروق ميديا