لجزائرـ «القدس العربي»: تتواصل حركة التغييرات داخل المؤسسة العسكرية في الجزائر، بالإضافة إلى تغييرات أخرى في جهاز القضاء، وهي قرارات ينتظر أن تلحق بها تغييرات في المشهد السياسي، تحضيرا لرسم مشهد جديد يمهد للمرحلة المقبلة، وهي مرحلة ما بعد بوتفليقة.
وكانت إقالة الفريق محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق قائد جهاز الاستخبارات، بداية لحلقة جديدة من التغييرات. وإذا صحت فرضية إقالة الجنرال توفيق على خلفية رفضه للولاية الرابعة ومعارضته للفريق الحاكم حاليا، فإن الطريق أصبح مفتوحا أمام كل السيناريوهات، بما فيها تلك التي كانت تبدو مستحيلة أو صعبة التحقيق.
وكانت الصحافة قد نشرت معلومات عن إنهاء مهام أربعة جنرالات، ويتعلق الأمر بكل من النائب العام العسكري الجنرال ضاوي، ورئيس المحكمة العسكرية، ومدير القضاء العسكري الجنرال قندوز، وكذلك مسؤول مديرية التعاون العسكري الجنرال محفوظ، وذلك أسوة بالأغلبية الساحقة من التغييرات التي عاشتها المؤسسة العسكرية في الفترة الأخيرة، والتي لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي، بل سربت بشأنها معلومات إلى الصحافة، خلافا لإقالة الفريق محمد مدين التي سارعت الرئاسة إلى تأكيدها عبر بيان رسمي ساعات قليلة بعد انتشار الخبر في وسائل الإعلام المحلية والدولية.
في حين أعلنت وكالة الأنباء الرسمية عن سلسلة من التغييرات في جهاز القضاء، والتي شملت إنهاء مهام وتعيينات وتحويلا بالنسبة لرؤساء مهام ونواب عامين، ومن أبرز هؤلاء النائب العام بمجلس قضاء الجزائر العاصمة بلقاسم رغماتي، الذي أصدر أمرا دوليا بتوقيف وزير الطاقة السابق شكيب خليل وزوجته.
هذه التغييرات يرتقب أن تلحق بها تغييرات أخرى، بحسب ما يتم تداوله في الكواليس، خاصة على مستوى الحكومة، إذ عاد الحديث عن رحيل عبد المالك سلال من رئاسة الحكومة وتعويضه بعبد السلام بوشوارب وزير الصناعة الحالي، والذي يعتبر من المقربين إلى شقيق الرئيس بوتفليقة ومستشاره السعيد بوتفليقة، الذي يكاد يجمع الكثير من المراقبين على أنه أصبح الآمر الناهي، كما سيتم في إطار هذا التغيير إبعاد بعض الوجوه من الحكومة، وخاصة تلك التي أثارت جدلا، وتعويضها بوجوه جديدة تحضيرا للمرحلة المقبلة.
كما يرتقب أن تتواصل حركة التغييرات داخل المؤسسة العسكرية، مع احتمال رحيل قائد أركان الجيش الفريق قايد صالح، الذي قد يتولى مهامه الفريق بن علي بن علي الذي عين مؤخرا على رأس الحرس الجمهوري ، كما أن اسم اللواء عبد الغني هامل مدير الأمن العام متداول إما كقائد أركان أو كقائد لجهاز الاستخبارات.
وبالحديث عن المرحلة المقبلة عادت أحاديث الخلافة، فلا أحد يستطيع أن يرسم صورة واضحة لما يتم الإعداد له، والتسابق نحو الخلافة بدأ داخل الجماعة الحاكمة، التي يريد أقطابها إما الترشح لمنصب الرئاسة، والظفر به طبعا، أو تعيين من يضمنونه على رأس الدولة، فكل طرف يريد أن تكون له الكلمة العليا في الترشح، ورغم أن ترشح شقيق الرئيس بوتفليقة السعيد للرئاسة يبدو معقدا على الورق، إلا أن هناك من المراقبين من يرى أن هذه الفرضية تظل قائمة، وأن العمل الذي تم القيام به في هذا الاتجاه في وقت سابق، سيعاد بعثه من جديد، خاصة وأن الأرضية جاهزة أكثر من أي وقت مضى.