كووورة- تملك الكرة الإيطالية تاريخًا كبيرًا في كأس العالم، فهي ثاني أكثر المنتخبات تتويجًا باللقب بواقع 4 مرات مناصفة مع ألمانيا، وأفرزت في تلك المشاركات العديد من الأساطير الذين خلدهم التاريخ.
ومن أبرز اللاعبين الذين أفرزتهم الكرة الإيطالية في مشاركاتها بكأس العالم، هو المهاجم باولو روسي والذي يعد واحدا من بين 3 لاعبين، واللاعب الأوروبي الوحيد الذي نجح في التتويج بكأس العالم ولقب الهداف وجائزة أفضل لاعب في المونديال في نسخة واحدة، وذلك إلى جوار البرازيلي جارينشا في نسخة 1962، والأرجنتيني ماريو كيمبيس في عام 1978.
ويواصل كووورة سلسلته الخاصة بنجوم مهد التتويج بكأس العالم مع منتخبات بلدانهم، الطريق أمامهم نحو الفوز بالكرة الذهبية، وسيكون الموعد اليوم مع روسي.
بدأ روسي مسيرته مع يوفنتوس في عام 1973، ولكنه عانى من الإصابات وأجرى 3 جراحات في ركبته، ليقرر اليوفي إعارته إلى كومو على سبيل الإعارة ليشارك للمرة الأولى في الدوري الإيطالي في موسم (1975- 1976)، ولعب حينها في مركز الجناح الأيمن.
وتغيرت مسيرته بالانتقال إلى فيتشينزا في عام 1976، بعدما قرر مدرب الفريق جيوفان باتيستا فابري نقله إلى مركز المهاجم الصريح، بسبب الإصابات التي ضربت خط هجوم الفريق حينها.
وأظهر روسي جودة كبيرة وسجل 21 هدفًا في عامه الأول ليتوج بالحذاء الذهبي في الدوري الإيطالي للدرجة الثانية، ليساعد فريقه في العودة للدوري الممتاز، وفي الموسم التالي سجل 24 هدفًا، ليصبح أول لاعب يتوج بلقب الهداف في الدرجة الثانية والدوري الممتاز في إيطاليا في موسمين متتاليين، كما ساعد فريقه في إنهاء موسم (1977- 1978) في المركز الثاني خلف يوفنتوس.
وبفضل تلك العروض القوية تم اختياره للتواجد في قائمة إيطاليا بمونديال الأرجنتين 1978، ونجح في تسجيل 3 أهداف وصناعة 4 آخرين، مع إنهاء الأزوري للبطولة في المركز الرابع، وتم اختياره في الفريق الأفضل للبطولة، وحصد المركز الثاني في جائزة أفضل لاعب في البطولة.
وبعد المونديال، شارك روسي مع فريقه في كأس الاتحاد الأوروبي، ولكن وعلى الرغم من تسجيله 15 هدفًا، عانى من الإصابات في ذلك الموسم، وهبط فيشتينزا من جديد إلى الدرجة الثانية، لتتم إعارته إلى بيروجيا.
إيقاف طويل
وأثناء تواجده في بيروجيا، سجل 13 هدفًا في الدوري الإيطالي في موسم (1979- 1980)، ولكنه عانى من التورط في فضيحة مراهنات أدت إلى إيقافه 3 سنوات، وتم تقليص العقوبة بعدها إلى عامين، ليغيب عن منافسات اليورو في عام 1980.
وعلى الرغم من تلك العقوبة، عاد روسي إلى يوفنتوس في عام 1981، وشارك في المباريات في نهاية موسم (1981- 1982)، ليعود لقائمة إيطاليا المشاركة في مونديال إسبانيا 1982.
وعانى روسي من ضعف المستوى في أول 3 مباريات خاضتها ليطاليا في البطولة، إلا أن المدرب إنزو بيارزوت أصر على التمسك به في الدور الثاني، والذي كانت إيطاليا تستعد خلاله لمواجهة حامل اللقب حينها الأرجنتين إضافة إلى البرازيل المرشحة بقوة للفوز باللقب، بقائمتها المدججة بالنجوم.
ونجحت إيطاليا في الفوز على الأرجنتين (2-1)، ليسجل روسي هاتريك في الفوز على البرازيل (3-2)، ليمنح بلاده بطاقة التأهل إلى نصف النهائي، ومن ثم عاد روسي ليسجل هدفين في فوز إيطاليا على بولندا في نصف النهائي (2-0).
وفي النهائي سجل روسي أول أهداف إيطاليا في الفوز على ألمانيا الغربية بنتيجة (3-1)، ليهدي بلاده اللقب الثالث في تاريخها في كأس العالم، لينهي روسي البطولة وهو مساهمًا في 58% من أهداف الأزوري بها.
وبفضل ذلك العرض المبهر في كأس العالم، توج روسي بالكرة الذهبية في عام 1982، ليبقى اللاعب الوحيد في التاريخ الذي توج بالمونديال وأفضل لاعب في كأس العالم وهداف البطولة والكرة الذهبية في عام واحد.
ويبقى روسي إلى جانب كل من روبرتو باجيو وكريستيان فييري، على رأس قائمة الهدافين التاريخيين لإيطاليا في كأس العالم برصيد 9 أهداف.