أي شخص لديه ساعة ذكية أو جهاز تعقب للياقة البدنية يعرف أن مشي 10 آلاف خطوة يومياً يعد وصفة مثالية للحفاظ على الصحة.
وربط هذا العدد السحري من الخطوات بمجموعة متنوعة من الفوائد الصحية، مثل فقدان الوزن وتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان والخرف وأمراض القلب.
لكن من أين أتى هذا الرقم؟ قد تفاجئك الحقيقة وراء ذلك، فالأمر لا يتعلق بالبحث أو العلم.
فقد أوضح توم ييتس، أستاذ النشاط البدني والسلوك في جامعة ليستر بالمملكة المتحدة، لصحيفة “ديلي ميل” أنه لا يوجد دليل على علاقة ذلك بالعلم.
أصل الحكاية!
وبدأت الحكاية قبل دورة الألعاب الأولمبية عام 1964 في طوكيو بوقت قصير، حيث كان هناك الكثير من الاهتمام باللياقة البدنية في اليابان، وحاولت العديد من الشركات المحلية الاستفادة من هذه الضجة.
في هذا الإطار ابتكرت شركة Yamasa حيلة تسويقية لبيع عداد خطوات يسمى Manpo-Kei – والذي يترجم حرفياً إلى “10000 خطوة متر”.
ويعتقد البعض أن الشركة اختارت هذا الاسم ببساطة لأن الشخصية اليابانية لـ 10000 ، 万 ، تبدو مشابهة لرجل يمشي.
فيما لم يكن هناك سبب حقيقي وراء الرقم بخلاف أنه رقم مستدير لا يُنسى ويبدو لطيفاً.
ولم يكن لدى الشركة أيضاً أي دليل علمي يدعمها، لقد أرادوا فقط بيع منتجاتهم وقد أثروا دون قصد في صناعة اللياقة البدنية لسنوات قادمة.
هل نحتاج 10 آلاف خطوة؟!
إلى ذلك بحثت العديد من الدراسات عن حاجة الناس حقاً لمشي 10000 خطوة يومياً للحفاظ على نمط حياة صحي أم لا.
ومع ذلك، وحتى وقت قريب كانت الدراسات تُجرى فقط حول تأثيرات 5000 خطوة و 10000 خطوة لم تكن أبداً بينهما.
في الأثناء، كشفت إحدى الدراسات الرئيسية التي تم إصدارها في مارس/آذار الماضي زيف هدف 10000 خطوة، مما يشير إلى أن ما بين 6000 و8000 خطوة في اليوم يكفي فقط، وأي شيء يزيد عن 8000 خطوة لا يتم احتسابه فعليًا من حيث الفوائد الصحية.
السرعة أهم
في حين اقترحت دراسة حديثة أخرى أن السرعة التي يمشي بها الشخص قد تكون أكثر أهمية من عدد الخطوات.
وخلص الخبراء في الدنمارك وأستراليا إلى أن 10000 خطوة في اليوم قد لا تكون ضرورية إذا مشيت بسرعة.
بدوره، قال إيمانويل ستاماتاكيس، الأستاذ بجامعة سيدني، وكبير المؤلفين إن “عدد الخطوات يفهم بسهولة ويستخدمه الجمهور على نطاق واسع لتتبع مستويات النشاط بفضل الشعبية المتزايدة لأجهزة تتبع اللياقة البدنية والتطبيقات”.
وأضاف “لكن نادراً ما يفكر الناس في وتيرة خطواتهم”.