ان مليارات الأوقية التي تضيع وتهدر في كرنفالات مقطع لحجار ومال وألاگ تكفي للقضاء على الفقر في عموم الولاية لو وجّهت للتنمية والبناء؟ وإن تأجير مئات الخيام والزرابي والسيارات الفاخرة وسيارات النقل ونحر عشرات الإبل ومئات الغنم وشراء آلاف الملابس والشعارات واللافتات والصور والأعلام أربع مرات في الشهر الواحد فيه من المال ما يكفي لازدهار الولاية. فكروا في تطوير السياحة في شمال الولاية عبر شق الطرقات وحفر نقاط المياه وبناء الفنادق والحدائق والمنتزهات ودعم وتشجيع الصناعة التقليدية.
فكروا في تطوير وتنمية المواشي وإنشاء وحدات صناعية لإنتاج العلف، وتحسين أنواع السلالات، وإنشاء مزارع نموذجية.
فكروا في توجيه وتأطير عمليات التنقيب التقليدي عن الذهب في منطقة "أگان" والتي باتت تنتشر إلى وسط الولاية؟
فكروا في تطوير الزراعة المروية على ضفاف النهر. وقولوا لنا ماذا تقترحون لتحسين حالة السدود وتطوير الزراعة المطرية؟ وما رأيكم في حل معضلة الملكية العقارية في الضفة؟ وكيف التعامل مع الملكية العقارية الجماعية والطموحات الخصوصية؟
وقولوا لنا برأيكم ماذا يستفيد المواطن البركني من خطاباتكم؟ هل يستفيد فكرا، أو يزداد عقلا وفهما وإدراكًا لشؤون الوطن والعالم؟
هل دعوتم الناس يوما واحدا لملتقى فكري أو دراسي يتعلق بشأن مهم من شؤون الولاية والوطن يجمع ولا يفرق؟ هل دعوتم الناس مرة واحدة لحضور أيام دراسية أو ملتقيات علمية أو سياسية نافعة وجامعة؟
وأخيرا وليس آخرا، هل فكرتم في التعليم والصحة وكيفيّة إحياء أواصر الأخوة والمحبة بين مكونات شعبنا وتوطيد الوحدة الوطنية؟ أين أنتم من بوگي وبابابي وامبان؟ وأين هذه المقاطعات وأهلها منكم؟
حتى الآن، لم نر من أغلبيتكم إلا صراع الزعامات والتنافس على التعيينات و الترشيحات .. هذا ضد هذا، وهذا ضد هذا، والكل ضد الكل، إلخ… والغريب في أمركم أنكم تتصارعون في حزب واحد، ودعما لرئيس واحد، وبرنامج واحد، ومرجعية واحدة..
مهلًا، أيها السادة،
خفّفوا الوطء ما استطعتم، فما نظن أديم الأرض إلاّ من هذه الأسماء: الكرامة، البشائر، المسار، الوفاء، الصادقون، المنصفون؟ إلخ…