لايمكن لمن تتبع وتأمل خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بمناسبة الذكرى ال 62 لعيد الاستقلال الوطني الا ان يقف وقفة إجلال واكبار.. لما حمله من مضامين ورسائل تثير العجب وتبعث على الفخر والزهو ..
فلاول مرة أشعر -كمواطن -ان كرامتي أستردت وأن قيمتي عادت الي بعد سنوات طويلة من الجفاء والاهمال..
لو عدنا بذاكرتنا إلى الوراء قبل عقد من الزمن أو اكثر.. لو جدنا أن الزيادة الضخمة غير المسبوقة التي اقرها السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في مجال الرواتب والمعاشاة وكذا العلاوات والحوافز لصالح اساتذة الثانويات ومعلمي المدارس الاساسية كانت أقرب الى المستحيل..
فهي كانت الحلم الذي يداعب مشاعر وكلاء الدولة وموظفيها وعقدوييها لعقود متصلة من الزمن ...
فكم من مرة كنا نرى وكلاء الدولة وعمالها يقدمون العرائض تلو العرائض في كل مناسبة -وفي مشاهد مذلة -للمطالبة بزيادة الرواتب ولو بالقليل دون جدوى !.
وليست الزيادة في المعاشاة وعدد المواطنين المؤمنين صحيا والمستفيدين من الدعم المستمر لمندوبية تآزر الا دليل آخر على المسحة الانسانية والاخلاقية لهذا العهد الجديد.عهد قيم العدالة والمساواة التي تشكل في حقيقة الامر عنوان هذه المرحلة وميزتها الاساس..
ولن اتحدث عن حجم ما تحقق في البنى التحتية في مجال التعليم وخصوصا فلسفة المدرسة الجمهورية ولا في المجال الصحي والبنى التحتية والهياكل المرفقية والتنموية والإنتاجية كالطرق والجسور والسدود وغير ذلك من المكاسب التي شملت مختلف المناطق في طول البلاد وعرضها ولعل الارقام في هذا المجال أبلغ من الكلام وأوضح من أي بيان.
هذا اضافة للورش والاشغال والتوسعة والبناء الجاري في اكثر من قطاع و التي تستفيد منها الجامعات والمدارس التخصصية العليا والمستشفيات وكذلك في مجالات التطوير الاقتصادي في الصيد والزراعة وتطبيق التجارب النموذجية والتي حققت الإكتفاء الذاتي للبلد وتضمن له الامن الغذائي .. فهذه كلها ان كانت تدل على شيء فإنما تدل على الارادة الصادقة للسيد رئيس الجمهورية وعزيمته الماضية في النهوض بالبلاد، والرفع من شأنها.. على الرغم من كل التحديات والظروف الدولية والجوائح التي اثرت على العالم وهزت اقتصاديات دول عظمى وصغرى في كل قارات العالم.
لقد اثلج الخطاب الرئاسي قلوب الشعب الموريتاني..وادخل البسمة لكل منزل.. وبينت مضامينه ان مصالح المواطن وهمومه كانت حاضرة في ذهن السيد رئيس الجمهورية ولم تغب عن باله يوما..
لذا كان حجم المكاسب يصب في صالح الصغار قبل الكبار.. وكانت الخطط الطموحة والمشاريع المدروسة حقيقة ملموسة كما لو انها جاءت لتصحيح خطأ ولتعيد البوصلة باتجاه مواطن اهلكته السنين العجاف وعبثت به السياسات الارتجالية الضاربة في الاوهام..
ما يميز خطاب رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بمناسبة عيد استقلالنا الوطني ليس في حجم الانجازات الواضحة وضوح الشمس..ولا في قدرة سيادته على تحقيق ما عجزت عنه أنظمة وحكومات متعاقبة وليس في صدق ووضوح افكاره ورؤاه الثاقبة وكذا تسلسلها ..
وانما لما احدثته انجازاته الحضارية والتنموية و من طفرة.. ولما لامست من جراح.. وخصوصا لدى اولئك المتعففين البسطاء الذين بعث فيهم الامل وجعلهم يثقون في دولتهم ويزداد حبهم لوطنهم بعد سنوات من التهميش والنسيان...
شكرا لكم سيدي الرئيس.
وانت تؤكد مرة اخرى لشعبك الوفي -رغم هذيان اليائسين الانتحاريين- انك محل الثقة وموطنها... وهنيئا لشعبنا بقائد وطني شجاع يعمل بجد واخلاص من أجل توفير الحياة الحرة الكريمة التي تليق بمواطنيه..
*محفوظ الجيلاني كاتب صحفي