ترسل لنا أجسامنا العديد من الإشارات في حالات المرض، ولا يجب علينا تجاهلها إذا تكررت، ومنها الإشارات التي تصدر عن الركب.
ونشر موقع “هيلث دايجست” الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن العلامات التي تشير إلى وجود مشاكل في الركبتين، خاصة أن آلام الركبة تعد ثاني أكثر مصادر الآلام المزمنة انتشارا.
وقال الموقع، في تقريره إن بعض الأسباب الشائعة لألم الركبة تشمل الشيخوخة وتآكل الغضروف والإجهاد والإصابات والتوتر، هذا إلى جانب زيادة الوزن.
التشوه
يمكن أن تؤدي العديد من العوامل إلى حدوث تشوهات، بما في ذلك المشكلات الخلقية والنمائية والتهاب المفاصل وأمراض العظام الأيضية. ووفقا لمجلة “فيزيوبيديا”، يمكن أن تسبب الصدمات والكسور والإصابات التواء في ركبتيك.
ad
ونقل الموقع عن الدكتور إلفيس غاسيموف، أن هناك نوعين رئيسيين من التشوهات التي تؤثر على الركبتين؛ التشوه الأروح، والتشوه الأفحج.
يكون لديك تشوه أروح إذا كانت ركبتاك تتقوسان إلى الداخل، ونتيجة لذلك تبدو ساقاك على شكل حرف “X” عندما تكون واقفا، ويقع الحمل على جانبي ركبتيك؛ ويحدث التشوه الأفحج عندما تنحني ركبتاك للخارج مما يخلق شكل حرف “O” عند الوقوف.
ووفقا لمستشفى الجراحات الخاصة، يولد معظم الأطفال بسيقان في وضع التقوس، ثم تستقيم أرجلهم في سن 7 أو 8 سنوات. لذا يوصي الأطباء في مستشفى الجراحة الخاصة بالسعي إلى مزيد من الفحص والتصحيح من قبل أخصائي طبي، إذا لاحظت أن زوايا ساقيك أو ساقي طفلك تزداد سوءا بمرور الوقت، أو أنها غير طبيعية في جانب واحد فقط.
العرج
حسب مجلة “هيلث لاين”، فإن الإصابات والالتهابات والأورام التي تسبب ألما في القدم أو الركبة أو الورك بشكل يعيق عملية المشي الطبيعية، تؤدي إلى تجنب الضغط على جزء الجسم المؤلم، مما يؤدي إلى العرج.
عدم القدرة على تحمل وزن جسمك
يشرح المتخصصون الطبيون في “فيزيوبيديا”، أنه عندما تكون واقفا، يجب أن تكون ساقاك قادرتان على تحمل كل وزن جسمك.
وعدم القدرة على تحمل الوزن أمر شائع بعد الإصابات الطفيفة. لذلك إذا لم تتعاف بسرعة، فاطلب العناية الطبية؛ لأن القيام بذلك قد يجعل الإصابة أسوأ ويطيل وقت الشفاء.
وحسب الدكتور تايلور براون، جراح العظام في هيوستن ميثوديست في تكساس، فإن “عدم القدرة على تحمل الوزن بعد إصابة الركبة، قد يكون ناتجا عن كسر أو كدمة في العظام أو إصابة في الغضروف أو تمزق في الأربطة. وإذا كان الوقوف أو وضع أي وزن على ركبتك المصابة مؤلمًا للغاية، فهناك بالتأكيد إصابة خطيرة”.
فقدان التوازن
نشرت المجلة البريطانية للطب الرياضي، دراسة أظهرت أن الأشخاص غير القادرين على الوقوف على ساق واحدة لمدة 10 ثوان، يرتفع لديهم خطر الوفاة بنسبة 50 بالمئة في غضون عقد.
ووفقا لشبكة سي إن إن، وجدت الدراسة أن الأشخاص غير القادرين على إكمال اختبار التوازن، يرتفع لديهم خطر الوفاة لأي سبب بنسبة 84 بالمئة، بغض النظر عن العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم والظروف الموجودة مسبقا أو المخاطر الصحية. ومع ذلك، أفادت المراكز الوطنية الأمريكية للعمود الفقري، أن الأرجل المرتعشة تؤثر على أكثر من 10 بالمئة من البالغين؛ بسبب غياب التدفئة أو التبريد بشكل صحيح.
وذكر الموقع أن رعشة الركبتين يمكن أن تنجم أيضا عن التهاب الأوتار والالتواء وكسر العظام. وقد تشير الأرجل والركبتان المرتعشة أو الضعيفة إلى تجلط الأوردة العميقة أو جلطات الدم. وإذا تُركت الجلطات دون علاج، فإنها تكون في غاية الخطورة؛ لأنها يمكن أن تنفجر في مجرى الدم وتنتقل إلى أحد الشرايين في الرئتين، مما يعيق تدفق الدم.
ووفقا لـ المراكز الوطنية للعمود الفقري فإن ضعف الساق المصحوب بضعف في أجزاء أخرى من الجسم، يمكن أن يشير أيضا إلى سكتة دماغية، وتمزق أحد الأوعية الدموية في دماغك.
فقدان الشعور
التنميل هو المصطلح التقني لفقدان الشعور الذي يمكن أن يحدث في جميع أنحاء جسمك، مما يؤدي إلى إحساس بالوخز يشير إليه الكثيرون “بنوم العضو”. ووفقا لـ “في إم تي فيزيو وشيرو”، فإن السبب الأكثر شيوعا، هو ضغط الأعصاب الناتج عن الحركات المتكررة، أو الجينات أو الإصابات السابقة.
كما تشير مجلة “هيلث لاين” إلى أن الجلوس لفترة طويلة مع تقاطع ساقيك أو ارتداء الملابس الضيقة، يمكن أن يقطع الدورة الدموية أو يضغط على الأعصاب في ركبتيك، مما يؤدي إلى التنميل. وينطبق الأمر نفسه على التورم والالتهابات المرتبطة بإصابات الركبة والتهاب المفاصل.
وتتمثل الأسباب الأخرى لتنميل الركبتين في خلع الرضفة والالتهاب الكيسي والتهاب الأوتار، إذ يمكن أن تتسبب الحوادث والالتواء المفاجئ في خروج الرضفة عن مكانها، مما يتسبب في حدوث التهاب وتنميل وأمور أخرى. وإذا أصيب الكيس المملوء بالسوائل الذي يسند مفصل ركبتك، فقد يتسبب ذلك في فقدان الإحساس. وينطبق الشيء نفسه على الأنسجة الرخوة المعروفة باسم الأوتار التي تربط العضلات بعظام ركبتك.
الألم الشديد
حسب “هيلث لاين”، تظهر الدراسات أن الألم الشديد الذي يحد من الأنشطة اليومية، يحدث بشكل رئيسي في مركز المفصل أو الرضفة أو كليهما. وينتج الألم الشديد عن عدة أسباب، بما في ذلك تمزق الأربطة التي تربط عظم الفخذ بعظام أسفل الساق، وتحافظ على استقرار ركبتك. ويمكن أن يسبب تمزق الغضروف في نهاية العظام أيضا ألما لا يطاق، ويسبب عدة أشكال مختلفة من التهاب المفاصل. وتشمل الأسباب الأقل شيوعا للألم الشديد تنخّر العظم، وهي حالة تموت فيها أنسجة العظام بسبب نقص إمدادات الدم والأورام.
ويحذّر المختصون الطبيون في مكتب الدكتور لاري ليكوفر، من أنه لا ينبغي ترك الألم الشديد في ركبتيك دون علاج، سواء حدث ذلك مع مرور الوقت أو ظهر فجأة؛ لأنه قد يتسبب في مزيد من الإصابات والمضاعفات. وفي حين أن العلاج الأولي يعتمد على السبب، فإن جراحة استبدال الركبة هي واحدة من أكثر الطرق شيوعا لتخفيف الألم الشديد الذي لا علاج له.
الآلام المزمنة
يحدد المتخصصون الطبيون في لون ستار لطب الأعصاب ألم الركبة المزمن، على أنه يتطور بمرور الوقت ويستمر لأكثر من ثلاثة أشهر. يصفه البعض بأنه خفقان، بينما يقول البعض الآخر إنه يحدث مع الحركة أو يزيد في أثناء التمرين. تعد هشاشة العظام السبب الأكثر شيوعا لألم الركبة المزمن. وينتج الألم المزمن عن تدهور الغضروف بسبب إصابة أو ممارسة الرياضة أو التقدم في السن. وبما أن الغضروف لا يحتوي على مستقبلات للألم، تظهر المشاكل والألم بعد تآكله.
تآكل الغضروف
يُعرِّف موقع فيزيو النطاق المنخفض للحركة في ركبتك، بأنه تضاؤل الحركة بسبب التصلب أو الألم الذي يحد من قدرة المفصل على المناورة كالمعتاد. ويمكن تقليل نطاق الحركة سواء بشكل نشط أو سلبي. ويشير النطاق النشط للحركة إلى الحركات التي تقوم بها من خلال التحكم في العضلات، ويحدها الألم أو الضعف. أما النطاق السلبي للحركة، فيتطلب شخصا آخر أن يحرك ركبتك لإتمام العملية وغالبا ما يتم ذلك في أثناء العلاج الطبيعي. ويتم تقييد النطاق السلبي للحركة عندما يتورم المفصل أو يتشوه أو يحتوي على جسم غريب.
النقر أو الفرقعة
تنتج الفرقعة أو الطقطقة التي تسمعها من ركبتك عن ظهور فقاعات في السائل الموجود في ركبتيك أو الحركة الطبيعية للرضفة أو تلامس الأوتار والأربطة مع مفصلك، وهو أمر غير مقلق عادة. وإذا كانت الطقطقة مصحوبة بالألم أو التورم أو أي أعراض أخرى فاستشر الطبيب، إذ يمكن أن تنتج هذه الأصوات عن تمزق الغضروف المفصلي أو إصابة الغضروف أو تمزق الأوتار أو الرباط أو متلازمة الفخذ الرضفي، التي تكون بسبب عدم قدرة ركبتك على التحرك لأعلى ولأسفل بشكل صحيح.
الحُمى
ذكر الموقع مشكلات طبية ينتج عنها ألم شديد في الركبة، وهي العدوى من البكتيريا أو الفيروسات التي تصل إلى ركبتك، أو رد فعل مناعي ذاتي لعدوى في مكان ما في جسمك، والتهاب مفاصل الركبة الإنتاني والتهاب المفاصل التفاعلي والتهاب كيس الركبة الإنتاني.
ويحدث التهاب المفاصل الإنتاني عندما يتعرض مفصل الركبة لهجوم من قبل كائن حي مجهري، عادة البكتيريا. و”التهاب المفاصل الإنتاني هو في الأساس مرض يصيب الأطفال، حيث تحدث أكثر من نصف الحالات قبل سن العشرين”.
وينتج التهاب كيس الركبة الإنتاني عن عدوى في الأكياس المملوءة بالسوائل التي تحمي الأنسجة الرخوة من عظامك. وغالبا ما يصيب هذا المرض السباكين والنجارين وعمال الأسقف والرياضيين والمصابين بالنقرس والمصابين بالتهاب المفاصل.
التورّم
إذا كانت إحدى ركبتيك تبدو أكبر من الأخرى، فقد تكون متورمة. ووفقا للخبراء الطبيين في هارفارد هيلث للنشر، ينتج التورم عن زيادة السوائل في مفصل الركبة أو بالقرب منه أو تراكم الدم في الركبة أو تمدد العظام. وإلى جانب الراحة وتطبيق الكمادات الباردة والضغط، غالبا ما يبدأ علاج تورم الركبتين باستخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية. وقد يوصي طبيبك أيضا بالعلاج الطبيعي وفقدان الوزن. وإذا استمر التورم، فقد تحتاج إلى حقنة ترطيب أو إزالة السوائل الزائدة، وذلك وفقا لعيادة كليفلاند.
آلام في ربلة الساق
نظرا لأن ركبتيك وساقيك تعملان معا عند الحركة، فيمكن أن يتداخل ألمهما أيضا، وينتج الألم في كليهما بسبب توتر العضلات والتهاب الأوتار وعرق النسا. ووفقا لخدمات الصحة الوطنية، فإن السبب الشائع لألم ربلة الساق المرتبط بركبتك، هو التورم من كيس بيكر أو كيس المأبضية الناتج عن إصابة أو النقرس أو التهاب المفاصل.
وحسب مايو كلينيك، هناك حالة مماثلة تسمى متلازمة انحباس الشريان المأبضي، التي تنشأ بسبب تضخم عضلة الربلة التي تحاصر الشريان الرئيسي خلف ركبتك، مما يحد من تدفق الدم ويسبب الألم.
وغالبا ما يتم علاج آلام ربلة الساق في المنزل باستخدام الراحة والثلج والضغط ومسكنات الآلام، التي لا تستلزم وصفة طبية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لطبيبك استئصال أكياس بيكر المؤلمة بشكل خاص، ولكن بسبب بنيتها فإن إزالتها صعبة.
أنواع أطباء الركبة
ينصح الأخصائيون الطبيون في مستشفى الجراحة الخاصة بمقابلة جراح العظام أو أخصائي علاج طبيعي لمعالجة آلام ركبتك. يتخصص جراحو العظام في المشكلات المرتبطة بالجهاز العضلي الهيكلي، بما في ذلك العظام والمفاصل والعضلات والأنسجة. وفي الوقت نفسه، يقوم أخصائيو العلاج الطبيعي بعلاج ومنع الإصابات غير الجراحية. لذلك، إذا كان ألم ركبتك ناتجا عن حادث سيارة أو في أثناء العمل أو ممارسة النشاط البدني، فيجب عليك زيارة جراح العظام لعلاج الإصابة.
وأضاف الموقع أنه يمكن للطبيب المتخصص في إدارة الألم أن يساعدك أيضا في معالجة مشاكل ركبتك. يوصي أخصائيو علاج الآلام بثلاثة أنواع من أطباء الألم، هم: أخصائيو الرعاية النفسية وأطباء الألم التدخلي واختصاصي الآلام المزمنة.
يعالج أخصائيو الرعاية النفسية الآلام النفسية والعاطفية المرتبطة بالأمراض. ويستخدم أطباء الألم التدخلي إجراءات طفيفة التوغل وغير جراحية لعلاج السبب الجذري لألمك، وتوفير الراحة طويلة المدى. ويصف أخصائيو الآلام المزمنة المسكنات لتخفيف الألم مؤقتا، ويجب أن يكون الملاذ الأخير حيث يمكن أن يسبب تناول العقارات المسكّنة الإدمان.
الوقاية من مشاكل الركبة
نقل الموقع عن الدكتور جيرفيس ياو، جراح العظام في مركز ذي كوتج لجراحة العظام، أنه “على الرغم من أننا لا نستطيع إيقاف عملية الشيخوخة، إلا أن هناك أشياء قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام المؤلمة، فالقليل من الوقاية الآن يمكن أن يزيل ألما كبيرا لاحقا”.
ويوصي المتخصصون الطبيون في المعهد الوطني لالتهاب المفاصل والجهاز العضلي الهيكلي وأمراض الجلد، بالتحدث مع طبيبك قبل البدء في أي تمرين روتيني وإضافة الأنشطة تدريجيا إلى حياتك. ويجب أن يتضمن التمرين نطاق الحركة والتمدد وتمارين التقوية بالأوزان، بالإضافة إلى تدريبات التوازن وخفة الحركة، والحركات منخفضة التأثير.
ويقترح الأطباء في “أورثوني” الحفاظ على وزن صحي وممارسة تمارين التمدد والإحماء دائما قبل التمرين، جنبا إلى جنب، مع أخذ فترة راحة بعد ذلك. كما تؤثر الأحذية التي ترتديها أيضا على ركبتيك؛ لأن ارتداء أحذية داعمة ومريحة، خاصة في أثناء ممارسة الرياضة، يقلل الضغط على مفصل ركبتك، ويتيح محاذاة وتوازن الساقين بشكل صحيح.