إن ما يجري من تدمير لسمعة البلد وتشويه، هو لعمري ظلم و "فساد كبير"؛ وذنب لا يغتفر في حق الشعب والبلد! من طرف أبناء يفترض انهم سفراء له وممثلين؛ عليهم واجب الحب والوفاء والتقدير!!وبوصفي من المهتمين في (مجال حقوق الإنسان) فأعرف ما يعنيه هذا التصرف! صحيح أن ملف العبودية لم يعد له داخليا أي تأثير..
ولم تعد ورقة رابحة كما كانت في السابق (تجلب المال والعمل والسياسة..). فقد سدّ هذا الباب بترسانة القوانين والتشريعات (المصادقة على الإتفاقيات الخاصة بالرق والتمييز وسن القانون المجرم للعبودية، قانون محاربة الإتجار بالبشر، قانون محاربة للممارسات الاسترقاقية بالإضافة إلى إنشاء يوم وطني لمحاربة الممارسات الاسترقاقية في 6 مارس من كل سنة..).
كما عززت مؤسسات الرقابة والمتابعة والتنفيذ (مفوضية حقوق الإنسان، لجنة حقوق الإنسانية، المرصد الوطني للمرأة والفتاة..) وتم وضع كذلك استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان وتنظيم العديد من ورش التحسيس حول "خطورة الظاهرة"، والآليات الكفيلة بالقضاء عليها.
هذا إضافة إلى كشف زيف مثل هذه الدعوات وسقوط الأقنعة عن أصحابها!! وبالتالي أصبح المواطن البسيط يدرك الحقيقة ولا تأثير لمثل هذه الدعايات عليه. ولكن الخطير في الأمر هو عندما تصدر من أعضاء في مجلس تشريعي لأمريكا ومن عضوين مختلفين من البرلمان (جمهوري وديمقراطي)! قد يقول البعض أن ترك الموضوع وتجاهله أولى ما دام مجانف للحقيقة ولاتأثير له على الواقع..
لكن الأمر سيكون مختلفا عندما تبدأ تقارير"آلية العرض الدولي الشامل" في جنيف حيث يتم تناول جميع ملفات الدول بما فيها (حقوق الانسان) في مجلس حقوق الانسان. وهنا ستوجه أسئلة اتهامات للبلد!
وما بالكم إذا كان من ستصدر عنه هذه الإتهامات ليس فردا عاديا ولا منظمة أهلية وإنما من المشرع الأمريكي ذي التأثير القوي في المجلس! بالفعل إنه عندنا الحجج الدامغة و آليات الدفاع القوية التي تمنعنا من الإدانة والعقوبة، ولكن لم نتظر موقف الدفاع ونحن بإمكاننا اتخاذ موقف الهجوم وهزيمة وإفلاس الخصم بسهولة؟!
كيف يقبل أن يدعو أكثر من 8000 "مواطن موريتاني"مقيم في أمريكا طلب ادراجهم ضمن نظام الحماية المؤقتة (TPS) بحجة أنهم إذا رجعوا لموريتانيا فسوف يستعبدون ويسجنون؟!
وما أحلى السجن إذا كان من أجل الكرامة (السجن أحب إلي مما يدعوني اليه) ! هذا إن كان فعلا "السجن والإستعباد" لا التكريم والحضن والتبجيل الذي يلاقونه من طرف الأهالي والمواطنين جميعا كلما قدموا ارض الوطن وبكل عفوية و حرية ومودة ...
إن المواطن الأصيل لايبيع وطنه من أجل إقامة أو امتيازات مادية مهما بلغت (تجوع الحرة ولا ترضع ثديها) مثل هؤلاء الذين اختاروا العيش على حساب وطنهم وكرامتهم، ينبغي التصدي لهم وإدانة تصرفهم ورفض المجتمع لهم ما داموا كذلك وهذا دور الجميع فالظاهرة تنامت بعد أن هزم قبلهم خطاب أصحاب الردة وتشويه الإسلام!
✍️/بطريقة كابر الشيخ