رغم ارتفاع متوسط أعمار السكان في ألمانيا، لكن يبقى الرجال يموتون قبل النساء بنحو 5 سنوات وفقا لإحصاءات المكتب الفيدرالي للإحصاء في ألمانيا.
وبحث علماء في الأسباب التي قد تؤدي إلى هذه النتيجة، ورجحوا أن يكون السبب هو فقدان بعض الرجال كروموسوم “Y” في جزء من خلاياهم مع تقدمهم في العمر، الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
ونقل موقع “تاغس شاو” الألماني، عن طبيب القلب أندرياس تسايير، من مستشفى جامعة فرانكفورت، تأكيده أنه “في العامين أو الثلاثة أعوام الماضية أظهرت دراسات أن نقص الكروموسوم (Y) لدى الرجال، يتسبب في الكثير من المشاكل الصحية”.
وأشار إلى أن هذا النقص يؤدي إلى إصابة الرجال بأمراض عدة منها أمراض القلب والأوعية الدموية، والزهايمر والسكري وأيضا الأمراض التقليدية المرتبطة بالتقدم في العمر والشيخوخة مثل الضمور البقعي.
زائر سيسر من أمام المرايا في منشأة منحوتات المرايا تعكس مساحة خضراء قريبة منه، في حديقة عامة تم تحويلها من منطقة صناعية سابقة، في يوم تشهد مستويات عالية من تلوث الهواء في بكين، 18 نوفمبر
ad
وأوضح الموقع أن الكروموسومات “X” و”Y” هي أجسام خيطية توجد في نواة الخلية الحية وتحمل المعلومات الوراثية، وفي الخلايا لدى النساء عادة ما يكون هناك اثنان من كروموسومات “X”، أما في الرجال فيكون لديهم كروموسوم واحد فقط “Y” وكروموسوم إضافي أيضا “Y”، لكنه يكون أصغر بكثير من الكروموسوم “X” ويضمن تطور الخصائص الجنسية الذكورية لدى الجنين. غير أن الكروموسوم “Y” ينقص لدى الرجال.
وأشار إلى أن هذه الطفرة معروفة لدى الأطباء منذ فترة طويلة، لكن ما تم اكتشافه مؤخرا هو انعكاسات ذلك على صحة الرجال.
ولفت الموقع إلى أن فريقا من الباحثين في أمريكا أجرى تجارب على الحيوانات، وتمكن “من إظهار الدور المهم الذي يلعبه الكروموسوم “Y” في الصحة”.
وأظهرت نتائج التجارب بحسب مجلة “ساينس” العلمية، أن خلايا الدم التي لا تحتوي على الكروموسوم “Y” تسببت في حدوث التهابات لدى الحيوانات ليس فقط في القلب، وإنما في الرئتين والكليتين أيضا.
وحتى الآن لم يتوصل العلماء إلى علاج يعالج نقص الكروموسوم “Y”، ولا الطريقة التي يمكن منع نقصه في الخلايا لدى الرجال.
وفي 2018 كشف موقع fatherly أن الفجوة العمرية بين الجنسين ظاهرة حديثة نسبيا، فحتى عام 1850، كان للرجال والنساء نفس العمر المتوقع، بينما بدأت الفجوة تتسع بثبات منذ عام 1918.
ولفتت إلى دراسة أرجعت أحد أسباب للقصر النسبي لعمر الذكور إلى هرمون الذكورة، حيث ارتبط بمشاكل صحية خطرة منها ارتفاع نسبة الكوليسترول، إلا أنه لا يمكن إغفال وفاة نحو 287 ألف امرأة كل عام بسبب مضاعفات الحمل والولادة.
وحدد الباحثون عاملين رئيسيين لفجوة العمر بين الجنسين، وهما، أن الرجال يمارسون وظائف أكثر خطورة، وفي نفس الوقت لا يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة، وتشمل الوظائف الأكثر خطورة مثل قطع الأشجار، صيد الأسماك، والبناء وغيرها من المهن التي يهيمن عليها الذكور.
يشار أيضا إلى أن الرجال أكثر عرضة بنسبة 50% من النساء للموت بأمراض القلب، وعن طريق الانتحار، كما أن سرطان البروستاتا هو ثالث سبب لوفاة الرجال.