مع مرور الوقت وكر الايام تتأكد لنا صدق التوصية التاريخية العظيمة التي اطلقها مفجر الثورة الاسلامية في ايران الامام الراحل آية الله الخميني رحمه الله باعلانه الجمعة الاخيرة من كل شهر رمضان يوما عالميا للقدس الشريف..
لقد اراد الامام الخميني رحمه الله بهذا اليوم ان يكون مناسبة لاعلان التضامن الشعبي العالمي مع الفلسطينيين في وجه الاحتلال الصهيوني المغتصب لارضهم ومقدساتهم وكذلك لتجديد العهد مع هذه المظلومية التاريخية كي لا تدخل في غياهب النسيان وخاصة لدى الاجيال الشبابية الجديدة والتي غالبا ما تكون عرضة للضخ الاعلامي الزائف وللاكاذبب الصهيونية حول احقية الصهاينة بارض فلسطين..
لقد كان انتصار الثورة الاسلامية في ايران انتصارا لفلسطين ولقضيتها العادلة وكانت كلمة سرها هي القدس وفلسطين وقد ظهر ذلك جليا من خلال القرار الاول بعد الانتصار والقاضي بطرد البعثة الدبلوماسية للكيان الصهيوني في ايران وتسليم مفاتيح سفارتها لممثلي دولة فلسطين..
ولم تكن فلسطين تعني للامام الخميني ارض وحجر وشجر وانما كانت تعني بالنسبة له روح الامة وقلبها النابض وعرض وضمير وشرف كل مسلم غيور..
ومنذو ان اطلق الامام هذه التوصية في سبعينات القرن الماضي اصبحت هذه المناسبة موعدا يغض مضاجع العدو الصهيوني ويربك رعاته ففي كل العواصم تنظم المسيرات وتعقد المهرجانات الجماهيرية لاعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني ولتذكير العالم باجمع بمعاناة آخر شعب على المعمورة ما زال يعأني نير الاحتلال وبطش عصاباته الاجرامية..
وياتي الاحتفال هذا العام في ظل تآكل الردع الصهيوني بفعل تغير موازين القوة التي فرضها محور المقاومة -الذي يحاصر العدو من كل جهة- بقيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية..
وبفضل هذه التظاهرة السنوية بقيت جذوة القدس حية في وجدان كل فلسطيني وكل مسلم..وتحولت فلسطين والقدس نقطةالتقاء المسلمين ومصدر وحدتهم وموعدا لتجديد العهد مع العدل والحق والانصاف الذي تمثله قضية الشعب الفلسطيني..
كما تتزامن المناسبة مع اشتداد المقاومة في الداخل الفلسطيني من خلال انتفاضة اهالي الضفة وانتشار الهلع في اوساط المستوطنين الصهاينة وانتشار الهجرة المضة في صفوفهم بفعل عمليات الطعن والدهش والكمائن المحكمة والتي اصابت العدو في مقتل..
اليوم كما في الماضي تؤكد الجمهورية الاسلامية في ايران تحت قيادة الامام علي الخامنئ دام ظله وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة في الحرية والانعتاق ودعمها لمقاومته الباسلة بكل الامكانيات العسكرية والسياسية والمالية رغم ما تدفعه من اثمان باهظة من قبل قوى الاستكبار العالمي من حصار وصغط وتشهير..
لكنها في كل ذلك وبفضل من الله وبقوة شعبها واقتداره تزداد قوة ومنعة في شتى الاصعدة....
محفوظ الجيلاني