صورة لوكالة ناسا تعيد للواجهة موقع قلب الريشات الموريتاني المحيّر للعلماء

اثنين, 05/08/2023 - 09:40

عاد للواجهة موقع “قلب الريشات” الواقع شمال موريتانيا، والذي يحيّر علماء الجيولوجيا، بعد أن نشرت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” صورة جديدة للموقع التقطتها محطتها الفضائية من علوّ يزيد على 400 كيلومتر.

وأطلقت على هذا الموقع مسميات كثيرة، اشتُقت كلها من الانبهار بفرادة وحسن ملامحه التي تبدو على شكل دوائر ثلاث زرقاء تشبه حدقة العين بإنسانها وسوادها وبياضها.

فالموقع يسمى في ذات الوقت “قلب الريشات”، و”عين الوحش”، و”عين أفريقيا”، و”عين الصحراء”، ويقع على مقربة من مدينة وادان الأثرية شمال موريتانيا، ويتراءى هذا الموقع للناظر، على شكل حفر ذات أشكال دائرية لها قطر كبير بطول 30 ميلاً، تحيط بها هالة زرقاء تشبه بؤبؤ العين يمكن رؤيتها من الفضاء الخارجي، حيث تظهر التكوينات الصخرية المحيطة بها على شكل حدقة عين زاهية.

الاكتشاف الأول

كان الباحث الفرنسي تيودور مونو المغرم بجيولوجيا وتضاريس الصحراء، والذي كرس عمره للبحث في صحارى موريتانيا، أول مكتشف لهذا الموقع في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث لفتت تقييداته عن “قلب الريشات” أنظار البعثات الجيولوجية التي توالت زياراتها للموقع من أجل دراسته وإيجاد تفسير علمي مقبول لتكوينه الجيولوجي، المحتفظ على مرّ الزمن بمظهره الخارجي شبيه بعين مفتوحة على الأفق.

اللغز المحير

ووفقاً لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، نقلاً عن وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ، فقد أظهرت صورة جديدة تم التقاطها حديثاً في النصف الجنوبي لكوكب المريخ، حفرة كبيرة ومادة داكنة داخلها، على شكل العين، استحوذت هذه الصورة على اهتمام الخبراء الذين شبهوها بـ”عين الصحراء”، الواقعة في وسط موريتانيا الواقعة غرب أفريقيا.

وعرّفَ رائد الفضاء الأمريكي كوت كيلى “قلب الريشات”، في تعليق قال فيه: تقع هذه الصورة في الحد الغربي للصحراء الكبرى في وسط موريتانيا، وهي عبارة عن شكل دائري يتكون من دوامة صخرية محفورة في الصحراء في عمق كبير جداً، ويبلغ قطرها حوالي 35 كلم، وتحيط بها في وسط الصحراء.

وكتب رائد الفضاء توماس بيسكيه، وهو مهندس طيران فرنسي وطيار ورائد فضاء في وكالة الفضاء الأوروبية: “اعتقدت أنني كنت أدور حول المريخ عندما رأيت هذا المنظر!.. لا توجد سحابة في الأفق والألوان الحمراء تمتد إلى الأفق”، مضيفاً: “هكذا أتخيل أن المركبة الجوالة المثابرة كانت ستشهد المريخ وهي تقترب من الهبوط.”

جدل وأساطير

وعن قلب الريشات، ذهب البعض إلى أنه قد يكون مدفن مدينة أتلانتيس المفقودة، (Atlantis)، التي يقال بأنّها واحدة من الجُزر الأسطوريّة الواقعة في منطقة المحيط الأطلسي.

ويقول الباحث الموريتاني لمرابط ولد لخديم: “ترى إحدى الفرضيات أن شكل المرتفع الصخري الذي يمتد على مسافة 50 كيلومتراً مربعاً يشبه فوهة بركان، إلا أن عدم وجود فوهة أو منبسط داخل المرتفع وخلوه من الصخور الحادة يدحض هذه الفرضية، وهناك نظرية أخرى هي الراجحة، تقول بعوامل التعرية والنحت في تشكل منعرجات الموقع الدائرية، لكن هذا لا يفسر الشكل الدائري المتقن للموقع الذي ما يزال لغزاً محيراً حتى الآن”.

وأضاف الباحث: “هناك جدل علمي حول ماهيته، فبعض العلماء يقول إنه حفرة ناتجة عن نيزك ضرب تلك المنطقة، والبعض يقول إنه بركان خامد قديم، والبحث الموجود إلى حد الآن الذي حصلنا عليه هو البحث الذي قام به غويلايوم ماتون من جامعة كبك بكندا في رسالته للدكتوراه، واعتمد على فحص وتحليل أكثر من 100 عينة صخرية مأخوذة من الموقع، واستنتج من خلاله أنها قبة قد حصلت نتيجة انصهار عظيم استقر قبل 90 مليون سنة، فارتفعت الصخور بعد ذلك بما فوقها من: كاربوناتايت، وكابروه وكيمبرلايت.

ودعا الباحث ولد لخديم “الدولة الموريتانية إلى الالتفات على جناح السرعة إلى هذا المعلم الغريب من نوعه على وجه الأرض، بشهادة الجامعات والمعاهد العلمية المختصة، بما فيها وكالة ناسا الأمريكية، وأن يكون هذا الموقع محمية طبيعية لأهميتها العلمية”.

 عبد الله مولود