يُعد التهاب المفاصل اضطرابًا يُصيب المفاصل، ويعتبر من أكثر أنواع الالتهابات شيوعًا لدى كبار السن. يتسبب التهاب المفاصل في تورم وتهيج في المفاصل، وصعوبة في حركتها، مما يسبب آلامًا شديدة تؤثر على جودة حياة المرضى.
يُعتبر التهاب المفاصل من الأمراض المزمنة التي يصعب علاجها بشكل كامل، وقد يستمر لفترة طويلة ويؤثر على الشخص طوال حياته. يمكن أن يصيب التهاب المفاصل مفصلًا واحدًا أو أكثر في الجسم، وتوجد أكثر من 100 نوع من التهابات المفاصل، بما في ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل الفقرية.
تظهر أعراض التهاب المفاصل وتتطور عادة تدريجيًا، ولكن يمكن أن تظهر فجأة أيضًا. على الرغم من أن التهاب المفاصل شائع بين كبار السن، إلا أنه قد يصيب أيضًا الأطفال والمراهقين والبالغين الصغار. بالإضافة إلى ذلك، فإن التهاب المفاصل يصيب النساء بنسبة أكبر من الرجال، ويكون أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يعانون من السمنة.
يوجد عدد من الأسباب المعروفة التي يُعتقد أنها تساهم في حدوث التهاب المفاصل، وتشمل:
ad
احتكاك المفاصل وتلف الغضاريف: يُعتبر الاحتكاك المستمر بين المفاصل وتلف الغضاريف الموجودة بينها نتيجة ثقل الوزن أحد الأسباب الرئيسية للتهاب المفاصل. وبالتالي، فإن السمنة المفرطة تعد عاملاً مهمًا يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل.
الكسور والإصابات العظمية: يمكن أن تزيد الكسور والإصابات العظمية من خطر التهاب المفاصل في المنطقة المصابة، وذلك بسبب التلف الناجم عن هذه الإصابات وتأثيرها على المفصل.
أمراض المناعة الذاتية: بعض الأمراض المناعية الذاتية تؤدي إلى تعطل جهاز المناعة الذي يهاجم العظام والمفاصل، مما يؤدي في النهاية إلى التهاب المفاصل. مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
العدوى: يُعتقد أن العدوى البكتيرية أو الفيروسية يمكن أن تزيد من احتمالية حدوث التهاب المفاصل، حيث تسبب العدوى تفاعلًا التهابيًا في المفاصل.
التقدم في العمر: يزداد خطر التهاب المفاصل مع التقدم في العمر، حيث تتدهور الغضاريف مع مرور الوقت وتصبح أكثر عرضة للتلف.
طبيعة العمل والوقوف الطويل: قد تزيد طبيعة العمل التي تتطلب الوقوف لفترات طويلة من احتمالية حدوث التهاب المفاصل، وفقًا للدراسات الطبية الحديثة.
يظهر على المصاب بالتهاب المفاصل مجموعة متنوعة من العلامات والأعراض التي تختلف في شدتها ونوعها من شخص لآخر. ومن بين هذه الأعراض:
الألم الحاد والمزمن في المفصل المصاب.
انتفاخ وتورم المفصل المصاب.
احمرار المنطقة المحيطة بالمفصل المصاب.
صعوبة في حركة المفصل وتيبسه.
تغير في شكل المفصل، خاصة في مفاصل الأصابع.
القدرة المحدودة على أداء الأنشطة اليومية بسبب الألم والتيبس.
ارتفاع درجة حرارة الجسم أو المنطقة المحيطة بالمفصل المصاب.
مع العلم أن هذه الأعراض قد تكون موجودة بشكل مختلف وتتفاوت في حدتها بناءً على نوع التهاب المفاصل وتطوره. يجب استشارة الطبيب لتقييم الأعراض وتشخيص الحالة بدقة وتحديد العلاج المناسب.
يتم اتباع عدة إجراءات علاجية لمعالجة التهاب المفاصل، وتشمل ما يلي:
التحكم في الوزن الزائد: يعتبر فقدان الوزن المفرط أمرًا مهمًا لتقليل الضغط والتوتر على المفاصل المصابة وتخفيف الأعراض.
استخدام الأدوية المسكنة للألم: تتضمن المسكنات البسيطة التي يمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية، وأدوية مضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) التي تساعد على تخفيف الألم والالتهاب.
استخدام الأدوية المعدلة لسير المرض (DMARDs): تعمل هذه الأدوية على تقليل التهاب المفاصل وتباطؤ تقدم المرض، وتشمل العقاقير مثل الميثوتريكسيت والسلفاسالازين.
العلاج الجراحي: يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية في حالات تضرر المفاصل بشكل كبير وتأثر الوظائف الحياتية، مثل استبدال المفصل بمفصل اصطناعي (العملية المعروفة باسم تبديل المفصل).
العلاج الوظيفي والتأهيلي: يتضمن برامج تأهيلية وتمارين خاصة لتقوية العضلات المحيطة بالمفاصل وتحسين المرونة والحركة العامة للمفاصل المصابة.
إليك بعض المضاعفات التي يمكن أن تحدث نتيجة الإصابة بالتهاب المفاصل وعدم الالتزام بالعلاج:
صعوبة في أداء الأنشطة اليومية: يمكن أن يؤثر التهاب المفاصل على الحركة والقدرة على أداء الأنشطة الروتينية مثل المشي، وتناول الطعام، والاستحمام. قد يحتاج المريض إلى مساعدة إضافية أو استخدام وسائل مساعدة لتسهيل هذه الأنشطة.
فقدان الحركة المفصلية: قد يؤدي التهاب المفاصل إلى تقييد حركة المفصل المصاب وتشوهه. قد يصبح صعبًا أو حتى مستحيلاً تحريك المفصل بشكل كامل، مما يؤثر على القدرة على القيام بالحركات الطبيعية ويقيد الحركة العامة للجسم.
التشوهات المفصلية: في حالة تقدم مرض التهاب المفاصل بشكل غير مسيطر عليه، قد يؤدي ذلك إلى التشوهات المفصلية وتغير شكل المفاصل. هذا قد يسبب آلام شديدة ويؤثر على وظائف المفاصل والأطراف المصابة.
آلام مستمرة وتأثير على الحياة اليومية: قد يعاني المصابون بالتهاب المفاصل من آلام مستمرة ومزمنة، مما يؤثر على جودة حياتهم اليومية ونوعية النوم. الآلام الشديدة يمكن أن تؤدي أيضًا إلى انخفاض المزاج والاكتئاب.
لتجنب هذه المضاعفات، من المهم الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب المعالج واتباع أسلوب حياة صحي مع الحفاظ على الوزن المناسب وممارسة التمارين الرياضية المناسبة لتقوية العضلات والمفاصل. ينبغي أيضًا استشارة الطبيب في حالة ظهور أعراض جديدة أو تفاقم الأعراض الحالية.
للتخفيف من حدة الأعراض وتعايش أفضل مع التهاب المفاصل، يُفضَّل اتباع التوجيهات التالية:
ممارسة التمارين الرياضية: ينصح بممارسة التمارين الرياضية المناسبة وتمارين تقوية العضلات تحت إشراف مدرب مختص. يمكن أن تساعد التمارين في تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل، وتحسين المرونة والحركة المفصلية.
استخدام الكمادات الساخنة أو الباردة: يمكن استخدام الكمادات الساخنة لتخفيف الألم وتخفيف التورم، في حين يمكن استخدام الكمادات الباردة لتخفيف الالتهاب وتقليل الشعور بالألم. يجب استشارة الطبيب أو العامل الصحي لتحديد الطريقة المناسبة ومدة الاستخدام.
الحصول على قسط كافٍ من النوم: يجب الحرص على الحصول على كمية كافية من ساعات النوم الجيدة لتعزيز عملية التجدد والشفاء العام للجسم وتقليل الإجهاد.
التغذية السليمة: يُنصح بتناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على الخضروات والفواكه والأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن. قد تساعد التغذية السليمة في تعزيز صحة المفاصل وتقوية الجهاز المناعي.
الحفاظ على الوزن المثالي: الحفاظ على وزن صحي ملائم يسهم في تخفيف الضغط على المفاصل المتضررة. السمنة قد تزيد من تدهور حالة التهاب المفاصل وتزيد من الأعراض المصاحبة.
تحريك المفاصل: من المهم تحريك المفاصل بانتظام وتغيير وضعيات الجسم بين فترات الجلوس الطويلة. ذلك يساعد على منع تصلب المفاصل وتقليل الألم والتورم.