بألوانها الذهبية، وعجلاتها الثلاثية، تواصل عربات "التوك التوك" اقتحامها لسوق المواصلات في نواكشوط، وذلك بعدما أصبحت وسيلة النقل الأولى في محاور عديدة تفضي إلى وسط المدينة..
واستقطبت هذه الوسيلة البسيطة للنقل اهتمام مئات الشباب العاطلين والذين وجدوا فيها ضالتهم بسبب رخص أسعارها مقارنة بالسيارات الأخرى التي تستخدم للأجرة، ولقدرتها على توفير المحروقات حيث تكفي 7 لترات لتعبأة خزاناتها بالبنزين، وتظل الميزة الأهم ل"توك توك" في صغر حجمه امما يسمح لها بأن تكون وسيلة النقل المثلى على الخطوط المزدحمة.
وقد استطاع التوك التوك في ظرف وجيز أن يفرض نفسه كوسيلة لا غنى عنها للوصول إلى وسط المدينة خاصة في أوقات الذروة والتكدس المروري، فأصبحت بحجمها الصغير وقدرة سائقيها على المناورة أن تكون رقما هاما في معادلة النقل الحضري بنواكشوط.
وفي لقاءات متفرقة مع بعض رواد وسيلة النقل الجديدة في شوارع نواكشوط عبر هؤلاء لموقع الفكر عن ارتياحهم من دخول هذا الوافد على خطوط النقل في المدينة فهو وسيلة مريحة ومناسبة للشوارع والطرق الضيقة والمزدحمة، كما يتماشى مع القدرة الشرائية الضعيفة لغالبية مستقلي وسائل النقل العمومي بنواكشوط، فالا تزيد أجرته عن 10أواق جديدة، كما يسمح بهامش كبير من الربح لملاك وسائقي التوك التوك في ظل ارتفاع أسعار المحروقات خاصة البنزين.
كما فتحت هذه المركبات أبوابا للرزق المئات من الشباب الموريتاني العاطل عن العمل من خلال توفيرها العديد من فرص العمل سواء بالعمل على هذه المركبة أو امتلاكها لاسيما في ظل ارتفاع الأسعارومحدودية وسائل النقل في مواجهة الطلب المرتفع على النقل، وعدم انتظام باصات النقل العمومي مع قلة أعدادها وارتباط عملها بالدوام الحكومي.
في المقابل لا يتورع آخرون من وصف "التوك التوك" بوسيلة النقل المزعجة وغير الآمنة بسبب عدم مطابقتها لإجراءات الأمن والسلامة مما يعرض أرواح الناس إلى الخطر.
كما وصفوها بالغير مناسبة للزي الوطني "الدراعة" ولا حتى لركوب النساء على خلاف وسائل النقل الأخرى.كما أنها عدو للبيئة من خلال انبعاثات محركاتها البدائية وفق تعبيرهم.
إلى ذلك تعمل شركتان على الأقل في نواكشوط على تصنيع عربات "التوك التوك " من خلال تجميعها واحتكار قطع غيارها، فيما يقوم مستثمرون ببيع هذه العربات بالتقسيط مما شجع مئات الشباب على الاستثمار في هذا المجال.
السلطة.. نسعى لتمهين وتنميط " التوك توك"
ومنذ بعض الوقت تسعى السلطات ممثلة في وزارة التجهيز والنقل لتنظيم قطاع النقل الحضري، وفرض ضوابط لاستخدام "التوك التوك" كوسيلة للنقل الحضري بنواكشوط خاصة مع تزايد أعداد السائقين الأجانب لهذه العربات، وفي محاولات "التحوير" والتشويه التي باتت هدفا لها وذلك بزيادة مقاعدها إلى 6 ركاب بدل ثلاثة فقط وطورا بإضافات وروتوش تشوه الوجه الحضري للنقل في المدينة وتعرض الركاب والمارة لخطرالحوادث المرورية يعلق أحد المواطنين.
ومع الإقبال الكبير على التوك التوك في نواكشوط والأرباح الطائلة التي جناها المستثمرون في هذا القطاع، لا يستبعد مراقبون دخول أطراف نافذة لهذا الميدان الواعد بحثا مكاسب سريعة، وهو ما يفسر به البعض قرار السلطات حظر دخول "التوك التوك" لأحياء متفرقة في وسط المدينة، وتصاعد لغة الحوار بين السلطات ورابطة مستخدمي التوك التوك في موريتانيا والتي تظل أول إطار للدفاع عن مصالح ملاك وسائقي الوسيلة الأحدث للنقل الحضري بنواكشوط والأكثر إثارة للجدل.