على الرغم من دور الكوليسترول المهم في خفض خطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أن الأبحاث أظهرت أن مستويات الكوليسترول الكلية تنخفض بشكل مستمر لدى المرضى الذين يعانون من الاكتئاب الشديد والأكثر عدوانية. استنادًا لهذه النتائج، تم اقتراح استخدام الكوليسترول الكلي كمؤشر بيولوجي مفيد سريريًا لاكتشاف مخاطر الانتحار، وقد يكون أيضًا له قيمة تنبؤية في إدارة مرضى الاكتئاب الشديد.
العلاقة بين الكوليسترول والمزاج معقدة والنتائج المتعلقة بها غير متسقة. وعلى الرغم من أن الأبحاث الأولية في التسعينيات أظهرت أن مستويات الكوليسترول – وخاصة الـ HDL الجيد – أقل لدى المرضى الذين يعانون من اضطراب اكتئابي كبير بالمقارنة مع الأفراد غير المكتئبين، إلا أن النتائج المتعلقة بالتحسن السريري بعد العلاج بمضادات الاكتئاب تظهر زيادة كبيرة في الكوليسترول الكلي في الدم.
مراجعة لستة تجارب أظهرت أن خفض مستويات الكوليسترول غير الطبيعية أدى إلى انخفاض حصص الوفاة بسبب أمراض القلب التاجية. ومع ذلك، كان لخفض مستويات الكوليسترول علاقة بزيادة الوفيات بسبب الانتحار أو العنف.
يتطلب هذا المجال مزيدًا من البحث لفهم العلاقة بين الكوليسترول والصحة العقلية بشكل أكبر وأدق.
الأبحاث الحديثة تشير إلى تأثير أدوية خفض الكوليسترول على الصحة النفسية، حيث ترتبط بزيادة مخاطر الوفاة، وخاصة الانتحار والوفيات المرتبطة بالعنف.
دراسة نُشرت في عام 2004 وجدت أن التغييرات في مستويات الكوليسترول في الدم بعد علاج بالستاتينات ارتبطت عكسيًا بشدة المزاج المكتئب. هناك العديد من الفرضيات التي تحاول شرح العلاقة بين الكوليسترول والمزاج المكتئب، وتشير العديد من الدراسات إلى أن انخفاض مستويات الدهون في الدم يرتبط بانخفاض مستويات السيروتونين في الصفائح الدموية لدى مرضى الانتحار المكتئبين.
دراسة أخرى أجريت على رجال في الفئة العمرية بين 40 و 70 عامًا وجدت أن الرجال الذين يعانون من انخفاض مستويات الكوليسترول على المدى الطويل يظهرون “انتشارًا أعلى لأعراض الاكتئاب” مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات عالية من الكوليسترول. هذه النتائج تشير إلى أهمية مراقبة تأثير أدوية خفض الكوليسترول على الصحة النفسية والانتباه لتغييرات المزاج التي قد تحدث بسببها.