بينما ينام الأبوان مستأنسان بوجود بناتهم على أسرتهن داخل المنازل... يعشش داخل غرف نومهن شيطان مريد... يقتحم البيوت لا يدق بابا ولا يلج من نافذة... إنه الحاسوب أو الكمبيوتر الذي يربط بشبكة الانترنت ليكون متاحا لمديره أن يسافر في كل بقاع العالم دون رقيب... ويفعل ما يريد... متى ما يريد...و مع من يريد...
عروس تظهر عارية على الفيسبوك
لم يكن في مخيلتها وهي تزف إلى زوجها أنها ستصبح وهي شبه عارية فريسة لأعين سكان الكرة الأرضية بأجمعها... سيدة تبدو في ظاهر الأمر أن زوجها هو من صورها لكن لا أحد حتى الآن يعرف من ولا كيف أصبحت صورتها معروضة لكل من يدخل موقع الفيسبوك.. إلا أن المؤكد هو أن ظهور الصورة المثيرة للجدل ترك وراءه رسالة مفادها "بناتنا في خطر"...
ابتزاز
"إيمان" إحدى القصر تعرفت على شاب يكبرها ب15 عاما بفضل الشبكة العنكبوتية عاشت معه قصة "حب" عظيمة، أخبرها فيها أنها قمر ينير الأرض وأنها أجمل من أن تصفها قصائد نزار أو أغاني أم كلثوم، ومع مرور الأيام أدمنته كما تدمن السجائر بل الخمر والمخدرات، أصبحت تراه في كل ما هو جميل في حياتها أصبح باختصار يعني لها الحياة نفسها...
وتمر الأيام تباعا... ويوما بعد يوم يتعمق الحب، حتى تحول إلى ثقة عمياء... طلب منها أن تزيل جميع الحواجز بينهما فهما أصبحا بحكم الزوجين، هكذا أملى لها، وبحكم السن وانعدام التجربة والحب الأعمى صدقته فأزالت حتى حاجز الحياء لتظهر ما تخفيه الكثيرات من عوراتهن حتى عن أزواجهن... انتهز الشاب الفرصة ليخزن الأفلام شبه الإباحية التي حصل عليها من "إيمان"، وبعد أيام طلب منها أن تزوره في بيته ليتبادلا أطراف الحديث، تمنعت بحجة خوفها من ذويها، ألح عليها كثيرا محاولا إقناعها بأن أيا كان لن يعلم بأمرها، لكنها رفضت... حينها دقت ساعة الحقيقة وحصل ما لم يكن في الحسبان... لقد هددها بنشر أفلامها وصورها على الشبكة العنكبوتية إن هي لم تستجب له... بكت وترجته كثيرا، لكنه كان واضحا معها لأول مرة منذ تعارفا، قالها بحنجرة أخرى غير التي كانت تقتلها رجولتها " ستفعلين ما أطلبه منك أو سأنشر الصور والأفلام على "الفيسبوك"... أمامك أربع وعشرون ساعة فقط لا غير"... فكرت "إيمان" كثيرا قبل أن تشتري منه الأفلام مؤقتا بمبلغ مالي دفعته من ثمن حليها التي باعتها بأكملها وأصبحت - تقول لصديقتها التي روت لنا القصة- أمة لديه يبتزها متى شاء، إلى أن أراد لها الله بعد بحث عميق أن تتعرف على أخته التي وبخته وردعته عن ابتزاز "إيمان".
طريق الخطيئة...
"منال" لم تكن تدرك وهي تفعل اشتراكها في "الفيسبوك" أنها تضع أول رجل على طريق الخطيئة... تعرفت على "حسام" خلال بحثها الحثيث عن لهو تملأ به أوقات فراغها... لعبت بمشاعره كثيرا وهي تضحك مع زميلاتها مبرزة لهم صوره وهو شبه عاري وقصائده غير الموزونة... لم تزل تلهوا به حتى أوقعها في شرك الاتصال الهاتفي للحصول على بطاقة تزويد هاتفي من فئة 10.000 أوقية وبالفعل أوفى بوعده وكرر فعلته مرارا حتى أدمنت بطاقاته، حينها حول المسار إلى الهبات النقدية فقدم لها هدايا كثيرة وأكرم زميلاتها... لم يكن ذلك إلا جزء من خطة محكمة رسمها للانتقام لرجولته- حسب فهمه-... جرت الأمور على ما يرام وأصبحا يلتقيان كل ليلة ولكل منهم غايته ووسيلته..
طلبت منه مبلغا نقديا كبيرا بهدف التجهيز لحفلة زفاف زميلتها وأبدى لها استعداده لدفعه دون تردد، وفي الليلة الموالية وقبل أن تطلب منه المبلغ وضع يده على رأسه مبديا أسفه لنسيان المبلغ في محل إقامته في حي "سيت معاوية" القريب من المحيط الأطلسي وبمنتهى البراءة طلب منها أن تصحبه إلى هناك، ودون تفكير حركت رأسها بالإيجاب... تحركت السيارة باتجاه المحيط الأطلسي وكان كل شيء بالنسبة لها طبيعيا.. اتصل الشاب هاتفيا بأحد ما ثم تابع المسير في اتجاه المحيط سألته مستغربة إن كانت ما زالت هناك مساكن خلف "ترجيت" فرد عليها ضاحكا بسؤال "هل أصبحت تخافين مني؟".. اصطنعت الضحك مجيبة بالنفي وحين أصبحا في مكان خال أوقف سيارته ونزل منها وأمرها بالنزول بنبرة غير تلك التي كانت تعرفها مهددا إياها بمسدس صغير.. استجابت لرغبته فنزلت وأنزلت كل ما كان يستر عورتها وبوحشية اغتصبها وتركها في الظلام فريسة للعار والغربة والظلام.. ارتدت ملابسها على عجالة وسحبت نفسها في اتجاه الشارع ولم يزل بها المسير حتى وصلت قرابة سوق الأسماك "كد" ومن هناك أقلها أحدهم إلى حيث استقلت سيارة أجرة... بكت حتى جفت من الحزن مدامعها لكن ما كان كان وما ضاع لا يعود... أخفت الأمر عن ذويها ولم تبح به إلا لي شخصيا باعتباري صديقا حميما علني أجد لها حلا وهو ما لم أوفق فيه... وحين طلبت منها نشر القصة كي تكون عبرة لمن يعتبر رضيت على أن لا تذكر أسماء...
تسول على الشبكة
"أمال" و"صفاء" مهمتهن الوحيدة مع الدراسة التسول على الشبكة... يلفتن انتباه ضحاياهن بصور بنات أخرى يلتقطنها في الشارع أو من على شبكة الانترنت مدعيات أنها صورهن.. يبدأن الحديث وحين يصل مرحلة المجون يتوقفن طالبات بطاقات تزويد هاتفي من فئات 500 أو 1000 لإكمال الحديث وهو ما ينجحن فيه دائما نتيجة لبراعتهن في اصطياد الضحايا...
خاتمة
ابتزاز وتحايل واغتصاب... تبدأ أولى خطواته من غرف نوم البنات المغلقة عليهن عن طريق الشبكة العنكبوتية... يحدث هذا في ظل غياب الرقباء من آباء وأمهات عن حواسيب بناتهن جهلا منهم أو غفلة عن مخاطر هذه الآلة العجيبة..
وحتى نكون واقعيين فهناك بنات محترمات من بينهن - حتى - داعيات إلى الله... لكن الأولى والأجدر هو أن نقطع الشك باليقين ونراقب حتى البريد الالكتروني لبناتنا فما بالك بالمحادثات... حتى لا تأتي الساعة التي لا ينفع بعدها الندم كما حصل مع "إيمان" و"منال" وحسبنا الله ونعم الوكيل.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلا - عن الناس