تُعد التمور من الفواكه الشهية واللذيذة، وعلى الرغم من أنه يُمكن لمرضى السكري تناولها، إلا أن هناك بعض الأنواع تتمتع بأفضلية بالنسبة لهم. تكمن هذه الفوائد في انخفاض مؤشر الجلايسيمي لدى بعض الأنواع مقارنة بالأخرى. في دراسة نشرت في مجلة “Nutrition Journal” في عام 2011، تمت مقارنة مؤشر الجلايسيمي لخمسة أنواع مختلفة من التمور؛ وهي: فَرَض (Fara’d)، ولولو (Lulu)، وبو معان (Bo ma’an)، وخلاص (Khalas)، ودباس (Dabbas). تبين أن مؤشر الجلايسيمي لهذه الأنواع يعتبر منخفضًا، مما يجعلها مناسبة لاستهلاك مرضى السكري ضمن نظام غذائي صحي.
تُظهر الدراسة أن الأطعمة ذات مؤشر الجلايسيمي المنخفض تؤثر بشكل أقل في زيادة نسبة السكر في الدم بعد تناولها. بالمقابل، الأطعمة ذات مؤشر الجلايسيمي المرتفع يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات الجلوكوز في الدم. لذا، تعتبر تناول الأطعمة ذات مؤشر الجلايسيمي المنخفض خيارًا أفضل لمرضى السكري عند تضمينها في نظامهم الغذائي بشكل معتدل. يُنصح بتناول 1-2 تمرة في اليوم، ومن الأفضل دائمًا استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية لضمان الخيارات المناسبة والصحية.
يُعد التمر من الفواكه اللذيذة والمغذية، ويمكن لمرضى السكري الاستفادة منه بشكل آمن مع الاهتمام بالأنواع ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض. إن فوائد التمور لمرضى السكري تأتي من تواجدها كمصدر غني بالألياف الغذائية، التي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم امتصاص السكر في الدم.
تُساهم الألياف الغذائية الموجودة في التمور في تباطؤ عملية امتصاص السكر في الجسم، وهذا يؤدي إلى تقليل ارتفاع نسبة السكر في الدم. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر الألياف أساسية لصحة الجهاز الهضمي، حيث تعزز تغذية البكتيريا المفيدة في الأمعاء وتحافظ على توازنها، مما يسهم في دعم الصحة العامة للجسم.
تحتوي التمور أيضًا على مُركبات مضادة للأكسدة مثل البوليفينولات، وهذه المركبات قد تقلل من التهابات الجسم. يعتقد أن الالتهابات لها دور في تطور مرض السكري، بما في ذلك الأنواع الأولى والثانية، بالإضافة إلى الاضطرابات الأيضية المصاحبة.
تُعتبر التمور مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والمعادن المهمة للصحة. تحتوي على نسب مرتفعة من السيلينيوم والنحاس والبوتاسيوم والمغنيسيوم، وتقدم كمية معتدلة من المنغنيز والحديد والفوسفور والكالسيوم.
توصيات واحتياطات:
تعتبر ثمرة التمر آمنة لمظم الناس عند تناولها بكميات المأكولات الطبيعية. ومع ذلك، يجب أن يكون لدينا بعض الاحتياطات:
الكميات المعتدلة: ينصح بتناول التمور باعتدال، حيث قد يؤدي استهلاك كميات كبيرة إلى زيادة في الوزن بسبب السعرات الحرارية العالية المحتواة فيها.
مرضى الكلى: يجب على مرضى الكلى توخي الحذر من تناول كميات كبيرة من التمور بسبب احتوائها على البوتاسيوم. يفضل استشارة الطبيب بخصوص كمية البوتاسيوم المسموح بها يوميًا.
الحساسيات: بعض الأشخاص قد يظهر لديهم حساسية تجاه مركبات الكبريتات الموجودة في التمور المجففة. يجب متابعة أي أعراض غير مرغوبة مثل آلام في المعدة أو الانتفاخ أو الإسهال أو الطفح الجلدي.
مرضى الربو: مرضى الربو قد يلاحظون تفاقم أعراضهم بسبب الكبريتات الموجودة في التمور. يفضل الامتناع عن تناول كميات كبيرة منها.
تعتبر التمور خيارًا صحيًا ولذيذًا لمرضى السكري بفضل احتوائها على الألياف والمضادات الأكسدية. إذا كنت تعاني من أي حالة صحية خاصة، فمن الأفضل استشارة الطبيب قبل تضمينها في نظامك الغذائي. الالتزام بالتوجيهات والتوصيات سيساهم في تحقيق أقصى استفادة من هذه الفاكهة اللذيذة والمغذية.