أظهرت محادثات أعلنت السفارة الأمريكية في نواكشوط، عن إجرائها بين وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، ووزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس، انشغال الحكومتين الأمريكية والموريتانية بقضية هجرة الشباب الموريتاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية بأعداد ملفتة.
وأكدت السفيرة الأمريكية في موريتانيا سينثيا كيرشت “أنها عقدت رفقة وزير الأمن الداخلي الأمريكي مايوركاس، مناقشةً عبر مكالمة مشتركة، مع وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، والسفيرة الموريتانية لدى الولايات المتحدة سيس الشيخ بيده، حول تحديات الهجرة بين بلدينا”.
وأضافت: “مكّنتنا هذه المناقشة من استكشاف السبل المحتملة للتعاون الثنائي، وأكدنا من جديد التزامنا المتبادل بإيجاد حلول فعالة مشتركة لمعالجة قضية الهجرة التي تعتبر قضية ملحة”.
وحول نفس الموضوع، أكدت الوكالة الموريتانية للأنباء أن “وزير الخارجية الموريتاني ولد مرزوك بحث مع وزير الأمن الداخلي الأمريكي أوضاع الجالية الموريتانية المقيمة في الولايات المتحدة”.
وبحث الجانبان وفقا للوكالة، “مختلف مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزه وتطويره، فضلا عن القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي منطقة الساحل على وجه الخصوص”.
ويأتي هذا التشاور الرسمي يومين بعد إعلان سفيرة الولايات المتحدة في نواكشوط، أن “حكومتها قررت إطلاق حملة توعية لتبديد الخرافات والمفاهيم الخاطئة المحيطة بالهجرة، مع التركيز على الطرق القانونية المختلفة المتاحة لأولئك الذين يطمحون لزيارة الولايات المتحدة أو بناء حياتهم فيها”.
وذكر إيجاز للسفارة الأمريكية في نواكشوط، أن “السفيرة التقت الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني الخميس الماضي، حيث يُعتقد أنها ناقشت معه قضية تدفق المهاجرين الموريتانيين المتسللين إلى الأراضي الأمريكية التي باتت الشغل الشاغل لحكومة الولايات المتحدة بعد أن تحدثت الأخبار عن قفز آلاف المهاجرين الموريتانيين المتسللين فوق جدار الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك”.
ومن أسباب القلق الأمريكي الناجم عن تدفق الموريتانيين إلى الولايات المتحدة، ما أكده حرس الحدود الأمريكي بخصوص توقيفه لنحو 14000 مهاجر موريتاني، بعد عبورهم الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري.
وبحسب الإحصاءات الرسمية في الولايات المتحدة، فإن هذا العدد يمثل زيادة بنسبة 600% عن نفس الفترة من عام 2022؛ حيث لم يُعتقل سوى 228 مهاجراً موريتانياً متسللا فقط.
ويعبر معظم المهاجرين الموريتانيين الحدود الأمريكية عبر ولاية أريزونا، وتصنفهم السلطات الأمريكية في خانة “الحالات الخاصة”، لكونهم قادمين من بلاد “غير آمنة” تنتشر فيها “الجريمة والإرهاب”، وفق تقارير وزارة الخارجية الأمريكية.
وعرفت الأشهر الأخيرة من السنة الجارية، هجرة آلاف الشباب الموريتاني بشكل غير نظامي إلى الولايات المتحدة، وذلك من خلال مسالك تمر عبر دول أمريكا اللاتينية.
ويجمع المهاجرون الموريتانيون الذين وصلوا إلى أمريكا أن “الرحلة من موريتانيا إلى أمريكا تكلف ما بين 8000 إلى 10000 دولار”؛ وهو مبلغ ضخم تدبره أسر المهاجرين عن طريق بيع الأراضي أو بيع الماشية أو عن طريق الاقتراض.
عبد الله مولود
نواكشوط- “القدس العربي”