تعد حالات تصلب وألم المفاصل منتشرة بشكل واسع بين الأفراد، وعادةً لا تسبب قلقًا كبيرًا. ولكن يجب أن نكون حذرين إذا كنا نعاني من ألم مفاصل مزمن أو تورم، فقد يكون هذا مؤشرًا على وجود مشكلة صحية أكبر.
التهاب المفاصل التنكسي هو نوع شائع من التهاب المفاصل، حيث يحدث نتيجة تلف الغضاريف التي تحمي المفاصل. ولكن هناك أنواع أخرى أقل شيوعًا للتهاب المفاصل، وقد يصاحبها أعراض ومشكلات صحية إضافية في الجسم، مثل التهاب المفاصل الصدفي.
التهاب المفاصل الصدفي هو مرض مزمن يحدث نتيجة لاضطراب في جهاز المناعة، حيث يهاجم الجسم خلايا وأنسجة المفاصل بشكل غير صحيح، مما يؤدي إلى آلام وتورم وتصلب في المفاصل.
المميز في هذا المرض هو أن الأشخاص الذين يعانون منه يظهرون عادة أعراض جلدية أيضًا، حيث يمكن أن يعانوا من حالة جلدية تعرف بالصدفية، والتي تتسبب في ظهور بقع حمراء متقشرة على مختلف مناطق الجسم، مثل الركبتين والمرفقين وفروة الرأس.
أعراض التهاب المفاصل الصدفي تأتي وتذهب بشكل دوري، ولكن المرض يتطور تدريجياً مع مرور الوقت. في بعض الحالات، يمكن أن يتسبب في أضرار دائمة في المفاصل. ومع ذلك، يمكن التحكم في الأعراض وتقليل تقدم المرض وتطوره من خلال تلقي العلاج المناسب.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي هم أولئك الذين يعانون من الصدفية، حيث تشير الإحصائيات إلى وجود حوالي 8 ملايين مصاب بالصدفية في الولايات المتحدة الأمريكية، ويُقدر أن 30% منهم معرضون للإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي. يؤثر هذا المرض على الرجال والنساء على حد سواء.
وعلى الرغم من أن الأمور نادرة، إلا أنه في بعض الحالات قد يصاب الفرد بالتهاب المفاصل الصدفي قبل ظهور أي علامات لطفح الصدفية.
هناك عوامل خطر يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي، تشمل:
وجود تاريخ عائلي للمرض، حيث يكون هناك فرد آخر في العائلة مصاب بالتهاب المفاصل الصدفي.
العمر، خاصة في الفترة بين 30 و50 عامًا، على الرغم من أن المرض قد يظهر في أي عمر.
الانتماء للعرق القوقازي، حيث تظهر هذه الحالة بنسبة أعلى ثلاث مرات لدى الأفراد من هذا العرق مقارنة بالأمريكيين الأفارقة.
قد لا يكون التهاب المفاصل الصدفي واضحًا عبر أعراض واحدة، بل يترافق عادةً مع مجموعة متنوعة من العلامات التي قد تختلف من فرد لآخر
إليك بعض العلامات المبكرة التي يمكن أن تظهر في حال كنت معرضًا للإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي أو إذا كانت لديك صدفية:
الطفح الجلدي: ظهور بقع حمراء متقشرة أو بيضاوية الشكل على الجلد، وهي علامة شائعة للصدفية.
ألم وتورم المفاصل: تيبس وألم في المفاصل، مع تورم واحمرار يمكن ملاحظتها خاصة في المفاصل الكبيرة كالركبتين والأصابع.
الشعور بالتعب: شعور بالإرهاق والتعب الزائد.
التهاب العين: احمرار وتهيج في العينين.
تغييرات في الأظافر: تغييرات مثل تنقر الأظافر أو انفصالها.
تورم الأصابع بشكل كامل: تورم في الأصابع بشكل عام دون تحديد للمفصل.
ألم حاد في القدم: قد يحدث بسبب تورم الأوتار والأربطة في القدم.
ينبغي عليك مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
إذا كنت تعاني من أعراض التهاب المفاصل الصدفي المذكورة سابقًا.
إذا كانت لديك طفح صدفي أو أي تغييرات أخرى في الجلد أو الأظافر، فيجب عليك استشارة أخصائي أمراض الجلد.
في حالة شعورك بألم، تيبس، وتورم في المفاصل، يجب عليك مراجعة طبيب مختص بأمراض الروماتيزم.
يتم تشخيص التهاب المفاصل الصدفي عادةً من خلال الخطوات التالية:
السؤال والاستجواب: يتضمن استفسار المريض حول تاريخه الصحي وتاريخ عائلته.
الفحص البدني: يتم فحص المريض بشكل شامل في البداية.
فحص المفاصل: يتم فحص المفاصل للبحث عن علامات تورم وتقييم الحركة والقدرة على تحريك المفاصل.
الاختبارات التصويرية: تشمل الأشعة السينية والتصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم حالة المفاصل والكشف عن أي أضرار.
تحاليل الدم: تستخدم للبحث عن علامات الالتهاب وتحليل عامل الروماتويد المرتبط بالتهاب المفاصل.
من الأهمية بمكان أن لا يوجد اختبار محدد يؤكد تشخيص التهاب المفاصل الصدفي بشكل قطعي، لذا يتعين عليك الحصول على تقييم شامل من طبيب متخصص للتأكد من وضعك الصحي وتحديد الخطوات اللازمة للتشخيص والعلاج.
وهناك بعض المحفزات التي قد تزيد من شدة الأعراض لدى المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي، مثل التوتر، الإصابات، التدخين، الطقس البارد، واستهلاك الكحول بشكل مفرط.