يُعتقد بوجود اعتقاد شائع بأن تناول السمك مع منتجات الحليب يمكن أن يكون ضارًا، ولكن الحقيقة هي أن هذا الاعتقاد غير صحيح. لا توجد دراسات علمية تشير إلى وجود أي مخاطر أو محاذير تتعلق بتناول السمك مع منتجات الحليب.
السمك واللبن يمكن أن يحتوي بعض أنواع السمك على ملوثات تأتي من المياه والأطعمة التي تتغذى عليها، مثل ثنائي الفينيل متعدد الكلور والإيثيرات متعددة البروم ثنائية الفينيل والديوكسين وميثيل الزئبق والمبيدات الحشرية التي تحتوي على الكلور. يمكن أن تتراكم هذه الملوثات في أجساد الأسماك وتؤدي إلى آثار صحية سلبية، خاصة عند تناول الكميات الكبيرة من الأسماك التي تحتوي على كميات عالية من هذه الملوثات.
من جهة أخرى، حساسية السمك هي نوع من أنواع حساسية الطعام، وتحدث عندما يتفاعل الجهاز المناعي بشكل غير طبيعي مع البروتينات الموجودة في بعض أنواع السمك مثل التونة وسمك الهلبوت والسلمون. تظهر أعراض الحساسية قد تشمل الطفح الجلدي واضطرابات في الجهاز الهضمي وصدمة الحساسية وصعوبة في التنفس وغيرها. تكون حساسية السمك أكثر شيوعًا في البالغين وتكون لديهم أعراض أشد، ويُنصح بتجنب تناول الأسماك لمن يعانون من حساسية تجاهها.
يُعتبر اللبن آمنًا لمعظم البالغين والنساء الحوامل والمرضعات. ورغم أن الحالات التي تعاني من آثار جانبية ناتجة عن تناول اللبن نادرة، إلا أنه قد يسبب بعض الأعراض الهضمية مثل الإسهال، أو آلام في المعدة، أو الغثيان، أو التقيؤ لدى بعض الأشخاص. يجب أخذ الحيطة والحذر في بعض الحالات، وتتضمن هذه الحالات:
حساسية الحليب: بالرغم من أن بعض الأشخاص الذين يعانون من حساسية الحليب الخفيفة قد يتناولون اللبن، يمكن أن يسبب تناوله ردود فعل تحسسية لدى البعض الآخر. لذلك، ينبغي تناول اللبن بحذر وبعد استشارة الطبيب للأشخاص الذين يعانون من حساسية الحليب.
ضعف الجهاز المناعي: ينصح الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي بتقليل تناول كميات كبيرة من اللبن لفترات طويلة دون استشارة الطبيب، نظرًا لاحتواء اللبن على بكتيريا حية يمكن أن تسبب مشاكل صحية لهؤلاء المرضى.
الأطفال الصغار: يجب توخي الحذر عند تقديم اللبن للأطفال الصغار، خاصةً إذا لم يكونوا قد تجاوزوا سن الرضاعة الطبيعية. يمكن أن يسبب تناول اللبن في هذه الحالة مشاكل هضمية وتحسسية.
المرضى بأمراض معينة: يتعين على الأشخاص الذين يعانون من حالات معينة مثل مشاكل في الكلى أو الكبد استشارة الطبيب قبل تناول كميات كبيرة من اللبن.
في النهاية، يهم أن نؤكد على أن اللبن يعتبر جزءًا هامًا من النظام الغذائي لكثير من الناس، ولكن يجب توخي الحذر والتوازن في تناوله، والاستماع إلى جسمك واحتياجاته الفردية.
فوائد السمك:
تعد الأسماك جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي الصحي، حيث تعتبر مصادر رئيسية لأحماض أوميغا 3 الدهنية الهامة. كما تتميز بمحتواها منخفض الدهون المشبعة، وتحتوي على العديد من العناصر الغذائية الأساسية مثل السيلينيوم والزنك واليود والحديد وفيتامين ب12. الأسماك الدهنية تحتوي على كميات جيدة من فيتامين A وفيتامين D. تناول الأسماك يساهم في نمو وتطوير الجنين خلال فترة الحمل والطفولة ويقدم العديد من الفوائد الصحية للقلب ويساهم في تقليل خطر الإصابة بالسمنة.
فوائد اللبن:
اللبن يعتبر مصدرًا غنيًا بالبروتين والكالسيوم والبوتاسيوم، بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات والمعادن. يتميز بمحتواه منخفض السعرات الحرارية ويعتبر من الأغذية الوظيفية. يمكن إضافة المعينات الحيوية أو البروبيوتيك بعد عملية التخمير لزيادة فوائده الصحية. البروبيوتيك هو كائنات حية دقيقة أو بكتيريا صحية، وتناولها بانتظام يساعد في الحفاظ على توازن البكتيريا الضروري لصحة الجهاز الهضمي وتعزيز الجهاز المناعي. اللبن يعد مصدرًا غنيًا بفيتامين B12 الضروري لوظائف الجهاز العصبي ونمو خلايا الدم الحمراء. كما يحتوي اللبن على فيتامين B2 (الرايبوفلافين) الذي يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وبعض العيوب الخلقية في الأنبوب العصبي. اللبن، وخاصةً اللبن اليوناني، يتميز بمحتواه العالي من البروتينات، مما يساهم في التحكم بالشهية والسيطرة على الوزن.