لقد عاد الشتاء مجدداً، ومعه يزداد انتشار الفيروسات التنفسية. وعلى الرغم من أهمية تلقي اللقاحات لحماية صحتنا، إلا أن دراسة جديدة أظهرت نتائج قلقة بشأن تلقي لقاحات COVID-19 بالتزامن مع لقاح الإنفلونزا. وفقًا لهذه الدراسة، تبين أن تلقي لقاحي فايزر وموديرنا المضادين لفيروس كورونا بالتزامن مع تلقي لقاح الإنفلونزا قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
قام الباحثون من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ومراكز الرعاية الصحية والخدمات الطبية بتحليل البيانات المتاحة، والتي شملت ما يقرب من 5.4 مليون شخص تلقوا لقاحات COVID-19 بين شهري أغسطس ونوفمبر من العام الماضي. وقد تبين من الدراسة أن هناك زيادة في مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عامًا الذين تلقوا لقاح موديرنا، وكذلك لدى الذين تجاوزوا سن الـ85 عامًا الذين تلقوا لقاح فايزر.
وأظهرت الدراسة أن هذا الارتباط كان أكثر وضوحًا عندما تم إعطاء لقاحي COVID-19 بالتزامن مع تلقي لقاح الإنفلونزا عالي الجرعة أو تلك التي تحتوي على مواد مساعدة تُضاف لتحفيز الاستجابة المناعية.
وعلى الرغم من الزيادة في مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن هذه الزيادة طفيفة جداً وأن فوائد تلقي اللقاحات تفوق بكثير المخاطر المحتملة. وأشاروا أيضاً إلى أن الإصابة بالإنفلونزا أو بفيروس كورونا نفسها تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
تجدر الإشارة إلى أن السكتة الدماغية تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من المخ، مما يؤدي إلى منع الخلايا المخية من الحصول على الأكسجين والمواد الغذائية اللازمة للبقاء على قيد الحياة. وبالرغم من أن أي شخص يمكن أن يصاب بسكتة دماغية، إلا أن هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بها، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسكري وزيادة نسبة الكوليسترول بالدم والتدخين.
على أي حال، يجدر بالأفراد الراغبين في تلقي لقاحي كورونا والإنفلونزا التحدث مع محترفي الرعاية الصحية لمناقشة المخاطر والفوائد واتخاذ القرار الأفضل بناءً على حالتهم الصحية وعوامل الخطر.