يعيش مانشستر يونايتد سنوات عصيبة في العِقد الأخير، منذ رحيل الأسطورة الإسكتلندي أليكس فيرجسون واعتزاله التدريب.
ولم يستطع يونايتد الحفاظ على هيبته بعد مغادرة السير ملعب أولد ترافورد، مما أسهم في ندرة الألقاب.
وشهدت السنوات الماضية وصول العديد من النجوم البارزين، الذين فشل أغلبهم في الظهور بأفضل مستوياتهم، بخلاف ما فعلوه خارج مسرح الأحلام "أولد ترافورد".
ويظهر ذلك تحديدا في خط الهجوم، الذي شهد تعاقب الكثير من اللاعبين عليه دون أن يقدم معظمهم أفضل أداء لهم قبل الرحيل.
لكن الغريب أنهم جميعا قدموا قبل وصولهم إلى ملعب الشياطين الحمر أداء مميزا، وسجلوا أرقاما أكثر تميزا بمجرد رحيلهم.
رونالدو خير دليل
بالنظر إلى العامين الأخيرين، تعاقب كثيرون على خط هجوم يونايتد، على رأسهم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وفي موسمه الأول (2021-2022)، استطاع "الدون" أن يتحول إلى هداف الفريق برصيد 24 هدفا بمختلف البطولات، لكن ذلك لم يشفع له في الموسم التالي بعد قدوم المدرب الهولندي إيريك تين هاج.
ورأى تين هاج أن الدولي البرتغالي لا يصلح للعب أساسيا في تشكيله، مما تسبب في أزمة كبرى أدت لرحيل اللاعب بعد فسخ عقده في منتصف الموسم الماضي.
وتسبب جلوس رونالدو احتياطيا في أغلب المباريات، في تسجيله أسوأ معدل تهديفي له: 3 أهداف وصناعة اثنين في 16 مباراة قبل الرحيل.
لكن صاحب الـ38 عاما أكد بعد فترة وجيزة أنه ما يزال في أوج عطائه بعدما أنهى عام 2023 هدافا للعالم بعدما سجل مع النصر السعودي 44 هدفا، إضافة إلى 10 أخرى بقميص منتخب البرتغال.
صفعات متتالية
ربما يذهب البعض لتبرير تألق رونالدو لرحيله عن أوروبا وتواجده في دوري أقل قوة، علما بأنه كان ثاني هدافي تصفيات يورو 2024 برصيد 10 أهداف مع البرتغال.
لكن ما يثبت أن المشكلة تكمن في بيئة مانشستر يونايتد نفسه، أن المهاجم الذي جلبه تين هاج لتعويض رونالدو في يناير/كانون الثاني 2023، وهو فوت فيجورست، يبرهن على ذلك أيضا، سواء قبل أو بعد قدومه.
المهاجم الهولندي قبل انتقاله إلى الشياطين الحمر سجل 9 أهداف وصنع 4 خلال 18 مباراة مع بشكتاش التركي في النصف الأول من الموسم الماضي.
لكنه لم يستطع تقديم الإضافة المطلوبة مع يونايتد في النصف الثاني من الموسم، إذ لم يسجل أي هدف على مدار 17 مباراة بالدوري الإنجليزي، واكتفى بهدفين في باقي البطولات، رغم مشاركته في 31 مباراة.
وبعدما رحل عن يونايتد استطاع فيجورست تسجيل 4 أهداف في 12 مباراة بالدوري الألماني مع هوفنهايم، أي أنه تفوق في فترة وجيزة على نفسه خلال رحلته في مسرح الأحلام.
ربما لا تكون أرقام فيجورست كافية لإثبات براعته، لكنها تؤكد على الأقل أنه يظهر بشكل أفضل خارج مانشستر يونايتد.
دليل آخر يتمثل في المهاجم السويدي أنتوني إيلانجا، الذي لم يجد نفسه تحت قيادة تين هاج، ورحل بسجل خال من أي هدف في 26 مباراة بالموسم الماضي، بينما صنع هدفين.
لكن بمجرد رحيل إيلانجا عن ملعب أولد ترافورد وانتقاله إلى نوتنجهام فورست، استطاع التعبير عن نفسه في نصف موسم فقط، إذ سجل 4 أهداف وصنع 6 خلال 21 مباراة حتى الآن.
تفوق كاسح
بالحديث عن إيلانجا وحده، فإن إحصائيات الجناح السويدي تكفي وحدها لإثبات مدى سوء بيئة مانشستر يونايتد، لا سيما في عهد تين هاج.
يظهر ذلك في تفوق إيلانجا من ناحية الإسهامات التهديفية في البريميرليج على كافة مهاجمي يونايتد هذا الموسم، بعدما وصل إلى 10 أهداف ما بين صناعة وتسجيل.
ويتفوق إيلانجا على مهاجمي يونايتد مجتمعين إذ أسهموا جميعا في 9 أهداف فقط بالبريميرليج: ماركوس راشفورد (6)، أنتوني مارسيال (2) وراسموس هويلوند (1)، أنتوني (0) حتى الآن.
وذلك يعني أنه حال التبرير بأن تألق رونالدو يعود لتواجده في الدوري السعودي، فإن توهج إيلانجا في البريميرليج نفسه، متفوقا على مهاجمي يونايتد كافة يؤكد من دون شك، أن بيئة يونايتد هي التي تفسد على اللاعبين توهجهم بنسبة كبيرة.