تتأهب كوت ديفوار، منتصف شهر يناير/كانون الثاني الجاري، لاحتضان بطولة كأس الأمم الأفريقية لثاني مرة في تاريخها، بعد النسخة التي استضافتها سنة 1984.
وشهدت النسخة الأولى التي احتضنتها كوت ديفوار، مشاركة 8 منتخبات قسمت على مجموعتين، واقتصر خلالها التمثيل العربي على منتخبي الجزائر، ومصر.
ورغم الآمال التي كانت معلقة على منتخبي مصر والجزائر لحصد لقب البطولة، خاصة بعد احتلالهما صدارتي المجموعتين الأولى والثانية، إلا أن اللقب كان من نصيب منتخب الكاميرون، فيما حقق المنتخب الجزائري المركز الثالث، بعد فوزه على الفراعنة (3-1).
هذا التقرير يستعرض حظوظ المنتخبات العربية الخمسة في "كان" 2023 ومدى قدرتها على تفادي سيناريو 1984.
خبرة الفراعنة
لا يمكن أن نذكر بطولة أمم أفريقيا، دون أن نعرج على منتخب مصر أولا، بالنظر إلى مشوارهم التاريخي في المسابقة، منذ إطلاقها سنة 1957.
ويحمل منتخب مصر أكثر المتوجين بالبطولة (7 مرات)، آمال العرب في النسخة الحالية من كأس أفريقيا، بالنظر إلى الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها "أبناء الفراعنة" في التعامل مع المسابقة، إلى جانب الأسماء المميزة التي تزخر بها قائمة البرتغالي روي فيتوريا، الباحثة عن تعويض جماهيرها عن إخفاق النسخة الأخيرة (الخسارة من السنغال في النهائي).
ونجح المنتخب المصري، في الوصول إلى النهائيات الأفريقية، بعد تصدره تصفيات المجموعة الرابعة، برصيد 15 نقطة، أمام منتخبات غينيا، مالاوي، وإثيوبيا.
ويتسلح منتخب مصر بقدرات قائده محمد صلاح، نجم ليفربول، لكسر لعنة لازمت الفراعنة في كأس أمم أفريقيا منذ سنة 2010، عندما أحرز يومها "منتخب الساجدين" آخر لقب لهم في البطولة، تحت قيادة المدرب القدير حسن شحاتة.
روح المحاربين
يعتبر منتخب الجزائر، ثاني المنتخبات العربية الأكثر تتويجا بالبطولة (مرتين)، كما يعد من بين أكثر المرشحين للتألق في كان كوت ديفوار.
ورغم عجزه عن الوصول إلى منصة التتويج في النسخة الأولى التي احتضنتها كوت ديفوار سنة 1984، بتشكيلة ضمت جيل الجزائر الذهبي على غرار لخضر بلومي، ورابح ماجر، إلا أن زملاء رياض محرز، يدخلون النسخة الحالية، بآمال وطموحات كبيرة، أهمها تعويض إخفاق كان "الكاميرون" 2021، عندما ودعوا البطولة من الدور الأول
وتمكن المحاربون من الوصول إلى النهائيات، بعد تصدرهم تصفيات المجموعة السادسة، برصيد 16 نقطة، أمام منتخبات تنزانيا أوغندا والنيجر.
ويعول "الخضر" على خبرة نجمهم رياض محرز، وتجربة مدربهم جمال بلماضي، لتكرار إنجاز "كان مصر 2019"، عندما توّج المنتخب بلقبه الثاني.
زئير الأسود
إن كانت لغة الأرقام تصب في مصلحة منتخبي مصر، والجزائر، فإن لغة الواقع تقول إن منتخب المغرب يبقى المرشح الأول على الورق لحصد اللقب الأفريقي.
ويطمح "أسود الأطلس" لكتابة التاريخ في كان "كوت ديفوار"، وإضافة لقب ثانٍ إلى خزائنهم بعد الأول الذي تحقق سنة 1976، على الأراضي الإثيوبية.
ونجح المنتخب المغربي، في حجز مقعده في الكان بعد أن تصدر مجموعته بالتصفيات، برصيد 9 نقاط، متقدما على منتخبي جنوب إفريقيا، وليبيريا.
ويريد المغاربة بقيادة المدرب وليد الركراكي مواصلة البناء على الإنجاز التاريخي بالوصول إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022.
عزيمة التوانسة
يعد ممثل العرب الرابع في النسخة الحالية من الكان، منتخب تونس، من بين المنتخبات المرشحة لإحداث مفاجأة في البطولة، رغم حالة اللغط التي أحدثتها قائمة المدرب جلال القادري.
وحجز "نسور قرطاج" مقعدهم في النهائيات، بعد افتكاكهم صدارة المجموعة العاشرة، برصيد 13 نقطة، أمام منتخبات غينيا الاستوائية، وبوتسوانا وليبيا.
وصنعت قائمة القادري، الحدث خلال الساعات الماضية، بعد تأكد غياب حنبعل المجبري لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي، ومحمد دراجر نجم بازل السويسري، وإلياس سعد لاعب سانت باولي الألماني.
إصرار المرابطين
يصل ممثل العرب الخامس في بطولة أمم أفريقيا، منتخب موريتانيا، إلى كوت ديفوار، وآماله معلقة على تحقيق مشاركة مشرفة في المسابقة، وربما ارتداء عباءة الحصان الأسود.
ويطمح منتخب المرابطون، خلال مشاركته الثالثة في تاريخه بالبطولة، لتخطي دور المجموعات، وتجاوز حظه السيئ في النسختين الماضيتين من البطولة عندما غادر من الدور الأول بكان مصر، والكاميرون.