هل تستطيع إسرائيل الصمود وعدم الزوال دون المساعدات التي تصلها من قائدة الإرهاب العالميّ، الولايات المُتحدّة الأمريكيّة؟ وهل المواطن الأمريكيّ سيُواصِل السكوت على دفعه ضريبة دعم الكيان الذي أُقيم بالعام 1948؟ وهل يعلم العرب والمُسلمين أنّ الولايات المُتحدّة هي الركيزة الأساسيّة التي تمنع إقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ لحلّ أكثر قضيةً عدالةً في العالم؟
وفي التفاصيل: في نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) طلب جو بايدن، الرئيس الأمريكيّ من الكونغرس حزمة مساعدات إضافية لإسرائيل في حربها على غزة بما لا يقل عن 14.3 مليار دولار لأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي بما في ذلك القبة الحديدية.
وتحظى تل أبيب بدعمٍ عسكريٍّ أمريكيٍّ كبيرٍ، حيث قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في كانون الأوّل (ديسمبر) خلال احتفال في البيت الأبيض بمناسبة عيد (حانوكا) اليهودي إنّ بلاده ستواصل تقديم الدعم العسكري لإسرائيل حتى تتخلص من (حماس)، مؤكِّدًا التزامه بدعم الكيان، ناهيك عن أنّ واشنطن تُساعِد دولة الاحتلال في المحافل الدوليّة، وتستخدِم حقّ النقض (الفيتو) بمجلس الأمن الدوليّ على قراراتٍ تُدين دولة الاحتلال.
في السياق، قالت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إنّ أسلحة أمريكية تضم عشرات المقاتلات من نوع (إف 35) و(إف 15) ومروحيات (أباتشي) ستصل إسرائيل، وأضافت أنّها صفقة أسلحة مثيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأفادت بأنّ الصفقة المتوقع وصولها في الأيام المقبلة تتضمن آلاف الذخائر وسرب “إف-35” وسرب “إف-15” وسرب من مروحيات أباتشي، مشيرةً إلى أنّ إسرائيل طلبت من الأمريكيين إعطاء الأولوية للإمدادات مع تطور الحرب على غزة.
وكانت قناة (كان) الإسرائيليّة شبه الرسميّة قد قالت إنّ وفدًا أمنيًا إسرائيليًا وصل إلى واشنطن لبحث إبرام صفقة أسلحة فورية لمواصلة القتال في قطاع غزة.
ولفتت إلى أنّ “وفدًا أمنيًا إسرائيليًا رفيع المستوى وصل ظهر الاثنين إلى واشنطن لحضور اجتماعات مع مسؤولين في الجيش الأمريكي والصناعات العسكرية والدفاعية الأمريكية”، موضحةً أنّ “الغرض من الاجتماعات هو الدفع نحو صفقات شراء فورية لمواصلة القتال في غزة ومنع نقص الذخيرة والأسلحة”.
وسعى الوفد الإسرائيلي وفق المصدر نفسه لإبرام صفقة كبيرة “تتضمن تزويد إسرائيل بآلاف الذخائر للمقاتلات الحربية بما في ذلك صواريخ وقنابل وكذلك قذائف دبابات ومدفعية وعربات مصفحة والمزيد من العتاد العسكري الذي يسمح للجيش الإسرائيلي بمواصلة الحرب بغزة إلى جانب حرب محتملة في لبنان”.
جديرٌ بالذكر أنّه حتى عام 2023، قدّمت الولايات المتحدة لإسرائيل ما قيمته 158.8 مليار دولار من المساعدات المختلفة (تصل إلى 260 مليار دولار عند إدخال معدل التضخم طبقًا لبيانات خدمة أبحاث الكونغرس).
وتنقسم المساعدات الأمريكيّة التي قُدمت لإسرائيل على النحو التالي: مساعدات عسكرية: 114.4 مليار دولار. مساعدات اقتصادية: 34.4 مليار دولار، مساعدات برامج الصواريخ: 10 مليارات دولار، ليصِل الإجماليّ إلى 158.8 مليار دولار.
علاوة على ذلك، لم يسبق أنْ تعرض موضوع تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل لانتقادات واسعة، بل على العكس، يبادر الكونغرس بعرض أفكار تقديم أحدث الأسلحة الأمريكية لإسرائيل (مجانًا حيث تدفع ثمنها من برامج المساعدات العسكرية).
وكانت إسرائيل أولى دول العالم التي تحصل على تشغيل طائرات إف 35، التي تمثل الجيل الخامس من أقوى الطائرات المقاتلة تقدمًا على الإطلاق. وحتى الآن، اشترت إسرائيل 50 طائرة من هذا النوع، وذلك بتمويل من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، وبالفعل وصل إلى إسرائيل 36 مقاتلة منها حتى الآن.
يُشار إلى أنّه في العام 2014 تمّ الاتفاق رسميًا بين إسرائيل وأمريكا على منح الأخيرة لتل أبيب مساعدات عسكريّة بقيمة 38 مليار دولار في السنوات الـ 10 القادمة، ويُعتبر هذا المبلغ من أكبر المبالغ الذي تلقتّه الدولة العبريّة من واشنطن منذ إقامتها في العام 1948، إذْ أنّه منذ إقامتها أصبحت أكبر متلقيّة للمساعدات الخارجيّة من الولايات المتحدة، وكلها تقريبًا على شكل مساعداتٍ عسكريّةٍ.
وفيما يلي أبرز مساعدات الولايات المتحدة لإسرائيل على مدى 75 عامًا: ساهمت واشنطن بحوالي 130 مليار دولار كمساعداتٍ عسكريّةٍ لإسرائيل منذ تأسيسها عام 1948، بهدف تشكيل أقوى الجيوش وأكثرها تقدمًا في الشرق الأوسط.
لم تختلف المساعدات المقدمة لإسرائيل بحسب الحزب، فقد وافق الحزبان الديمقراطي والجمهوري على دعم عسكري مماثل وعلى مدى عقود طويلة.
تحصل إسرائيل على 3.8 مليار دولار سنويا لتطوير أنظمتها الدفاعية الصاروخية بموجب اتفاقية طويلة الأمد عقدتها إدارة باراك أوباما مع إسرائيل.
تشكل نسبة الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل خلال الفترة 1950 و2020 إلى أكثر من 80% من الأسلحة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي.
وقدمت الولايات المتحدة لإسرائيل العام الماضي حوالى 3.8 مليار دولار، أيْ حوالي 16 بالمائة من الميزانية العسكرية الإسرائيلية.
خصص مشروع قانون التمويل الحكومي الذي وقعه بايدن في 2022، 500 مليون دولار لتطوير القبة الحديدية و72.5 مليون دولار للتعاون الأمريكي الإسرائيلي في مجال مكافحة الطائرات بدون طيار واكتشاف الأنفاق.
تجري الولايات المتحدة وإسرائيل عدد من التدريبات والمناورات العسكرية كان أكبرها في يناير 2023، وتتبادل الدولتان المعلومات الاستخبارية على مدى عقود.