وسط الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأحياء الفقيرة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وجد المئات من المراهقين أبناء الأسر المعدمة، ملاذا اقتصاديا في تجميع وبيع قطع الخردة، حيث توفر لهم هذه التجارة المتواضعة بضعة دولارات في اليوم، لن تكفي لتحسين وضعهم الاقتصادي، لكنها قد تسد الرمق من حين لآخر.
يتجول المراهقون المعروفون محليا بـ"الكولابـة" في الأحياء والأزقة بحثا عن قطع معدنية يمكن بيعها مقابل وزنها، لصغار التجار والمستثمرين في مجال الخردة، والذين يبيعونها بدورهم للشركات الكبيرة العاملة في مجال صناعة الصلب أو إعادة التدوير.
ولا يقتصر بحث "الكولابة" على القطع المعدنية فحسب، بل تتحول مكبات القمامة في بعض الأحياء الراقية إلى مناجم مليئة بالقطع والمعدات القابلة للاستعمال أو إعادة التدوير، تتم مقايضتها لاحقا في السوق السوداء بأي ثمن.
لا تحظى هذه الظاهرة باهتمام كبير من المختصين بالشأن الاجتماعي، رغم ما تترجمه من واقع اقتصادي هش، يعانيه سكان الأحياء الشعبية الفقيرة في العاصمة الموريتانية، وبعض مدن وحواضر الداخل، الأمر الذي يدفع بآلاف الأطفال والمراهقين في سن التمدرس إلى البحث عن دخل مادي في تجارة "الخردة" المحفوفة بالمخاطر الصحية.
إشكال قانوني
وإلى جانب المعطى السوسيولوجي، تطرح ظاهرة امتهان الأطفال لتجارة "الخردة"، إشكالا قانونيا حول تجريم التعامل مع الأطفال القصر، الذين يمارسون هذه المهنة، حيث تشير تحقيقات لهيئات دولية عاملة في مجال حقوق الأطفال، إلى ارتفاع كبير في معدلات تشغيل الأطفال دون سن الثانية عشرة، الأمر الذي يثير قلقا واسعا داخل موريتانيا وخارجها.