تتجه موريتانيا بخطى حثيثة لتكون عما قريب، ثاني منتج لليورانيوم في منطقة غرب إفريقيا وسابع منتج له على المستوى العالمي، بعد أن ظلت النيجر البلد الوحيد المنتج لهذه المادة ذات الأهمية الكبرى، على مستوى قارة إفريقيا.
وستنضاف هذه الثروة لعائدات الغاز والنفط المتوقع البدء في تدفقها على الخزانة الموريتانية خلال السنة الجارية، وفقاً للمسارات القائمة.
وتوقع صندوق النقد الدولي في آخر تقارير له عن موريتانيا، أن تحقق موريتانيا معدل نمو يصل إلى 14.3% أواخر عام 2025، وهو أكبر معدل نمو في القارة الإفريقية؛ ويؤكد كل هذا أن آفاقاً اقتصادية مهمة بدأت تنفتح أمام موريتانيا، البلد الذي يشهد منذ استقلاله عام 1960 مفارقة غريبة، وهي ضخامة الثروات وفقر السكان.
وقد أسالت صفقة اليورانيوم الموريتاني لعاب شركة «أورا أنيرجي» الأسترالية الحاصلة على امتياز تنفيذ مشروع «يورانيوم تيرس».
فقد أكدت الشركة الأسترالية في بيان نشرته أمس، أنها خصصت 16.2 مليون دولار أسترالي (16.6 مليون دولار أمريكي) لتمويل مشروع يورانيوم تيرس، على أن تختتم عملية التمويل خلال السنة الجارية ليبدأ الإنتاج عام 2026.
ولكي تتحقق أهداف المشروع، سيكون على «أورا أنيرجي» أن تحصل على 230 مليون دولار أمريكي، وهو التمويل الذي حددته الدراسة الهندسية القاعدية في فبراير/شباط الماضي، ككلفة إجمالية للمشروع.
وتوقعت الدراسة المذكورة، أن مشروع يورانيوم تيرس، يمكنه تحصيل عائدات مالية تبلغ 2.25 مليار دولار على مدى 16 عاماً بسعر بيع يبلغ 80 دولاراً لرطل اليورانيوم، وفي إنتاج 30.1 مليون رطل من اليورانيوم خلال الفترة نفسها.
وإلى أن يتحقق ذلك، تتجه الأنظار نحو الطلبات العالمية التي بدأت تتوارد على إدارة المشروع، والتي يتوقع أن تبلغ أوجها خلال السنوات القلية القادمة، على أساس نيات أظهرتها عدة دول تتعلق بعزمها مضاعفة إنتاجها من الطاقة النووية، وذلك في اتجاه إغلاق تدريجي لعصر الطاقات الأحفورية شديدة التلوث.
ومن هذه الدول التي أكدت هذا العزم، فرنسا، والمملكة المغربية الساعية منذ عقود للتخلص من الطاقات الملوثة.
وبالنسبة لموريتانيا، فإن اليورانيوم سيكون وسيلة مهمة لتحقيق زيادة كبيرة للعائدات المالية؛ فسيضاف اليورانيوم لثروات قطاع المناجم الموريتاني الذي يشمل حالياً صادرات الحديد الخام والذهب اللذين مثلا 70% من صادرات موريتانيا لعام 2022، كما يمثلان 24% من ناتجها الداخلي الخام.
يذكر أن ناميبيا هي أول منتج لليورانيوم في إفريقيا، وتحتل المركز الثالث في إنتاجه بهد كازاخستان وكندا.
ويمكن لموريتانيا من خلال مشروع «تيرس» لليورانيوم، أن تحلم بموقع وتصنيف متقدم؛ ذلك أن مشروع «تيرس» يعتبر في الحقيقة بداية لعهد جديد متميز في بلد ما تزال خيراته المدفونة في أرضه، غير مستغلة بما فيه الكفاية.
عبد الله مولود
نواكشوط ـ «القدس العربي»