بينما انتقدت المعارضة الموريتانية في بيانات عدة رمزية الصورة التي جمعت الرئيس محمد ولد الغزواني والرئيس الإسرائيلي إسحاق هر تسوغ خلال حضورهما مؤخراً نشاطاً مشتركاً في العاصمة الرواندية كيغالي، نفت حكومة نواكشوط على لسان الناطق باسمها وزير البترول الناني ولد اشروقه حصول أي لقاء مباشر بين الجانبين.
وأكد في تصريحات نقلتها الوكالة الرسمية “أن فخامة رئيس الجمهورية لم يقف إلا بجانب رئيس روندا الذي وجه له دعوة، بوصفه رئيساً لموريتانيا وللاتحاد الإفريقي، لحضور إحياء ذكرى تعرض بعض الأقليات في روندا لعمليات قتل معروفة”.
وقال: “مثل هذه المناسبات يحضرها دائماً العديد من رؤساء العالم، وهو أمر لا يتحكم فيه رئيس الجمهورية ولا دخل له ولا لغيره فيه”، نافياً “حصول أي لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس دولة إسرائيل”.
وأثارت الصورة التي ظهر فيها الغزواني واقفاً في صف مع رئيس إسرائيل عاصفة انتقادات، أدت إلى سحبها من صفحة الرئاسة الموريتانية.
وأكد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (الإسلاميون) استهجانه لظهور صورة الغزواني مع رئيس الكيان الصهيوني بتوقيته الغريب، داعياً “الحكومة الموريتانية للمقاطعة النشطة للكيان الغاصب ورفض المشاركة في اللقاءات والفعاليات التي يحضرها مسؤولون صهاينة”.
وجدد الحزب “دعمه للشعب الفلسطيني الشقيق ومقاومته الباسلة التي هي قاطرة نضاله وصموده في غزة الأبية، وإدانته لكل مظاهر وأشكال الإبادة الجماعية والتطهير التي يتعرض لها أهلنا في غزة العزة، وكذا شجبه وإدانته لكافة مظاهر ووسائل التطبيع مع الكيان الغاصب أياً كان شكلها أو مصدرها”.
وأضاف الحزب: “تداولت بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية صوراً لرئيس الجمهورية في احتفالية الذكرى الثلاثين لمجازر الإبادة الجماعية برواندا وهو يقف في صف واحد إلى جانب رئيس دولة الكيان الصهيوني الغاصب الذي تشن قواته أبشع حروب الإبادة والتطهير والتجويع والتهجير في غزة في انتهاك صارخ لكل المواثيق والقوانين والقيم الإنسانية؛ وهي الصورة التي شكلت صدمة كبيرة لنا في موريتانيا، وتصرفاً مفاجئاً ومرفوضاً لما يمثله من استفزاز لمشاعر الأمة ومن خرم للإجماع الوطني شعباً وحكومة، حول قضية الأمة المركزية وعنوانها الأبرز الآن المتمثل فيما يتعرض له الأهل في غزة من حرب إبادة وتجويع وتنكيل غير مسبوق في التاريخ”.
وفي بيان آخر، أكدت القيادة السياسية لحزب الصواب (البعث الموريتاني) “أن ظهور صورة رئيس الجمهورية واقفاً إلى جانب الإرهابي رئيس الكيان الصهيوني في رواندا، أمر شوه صورة بلادنا التي وقفت بشكل حازم شعباً وحكومة إلى جانب كفاح الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة منذ 1948، وأكدتها في هبتها العارمة في وجه الإبادة التي ترتكبها عصابات القتـل الـصهيوني في غزة منذ ملحمة أكتوبر المجيدة”.
وأضاف الحزب “أن هذه الصورة تزيد من تكسير الحاجز النفسي بين قارتنا وشعوبها مع القتـلة ومرتكبي المجـازر البشرية التي كانت ممارستها التاريخية هي السبب في سفر الرئيس إلى رواندا، فكيف يكون الأمر مع من يمارس أبشع صورها الآن على أرض فلـسطين السليبة؟ فدعوته والوقوف إلى جانبه اعتراف بقبوله وبأساس وجوده السياسي والدبلوماسي والإيديولوجي في قارة تتولى بلادنا رئاستها الدورية؛ وكان منتظراً أن تلعب هذه الرئاسة دوراً مشهوداً في تقليص مساحة الحضور الـصهيوني في إفريقيا بدل تشجيعه الرمزي”.
“إننا في حزب الصواب، يضيف البيان، ندين الأمر ونطالب أن نواصل مسارنا التاريخي الحاسم في الوقوف إلى جانب المقاومة الفلـسطينية، ودعم الشعوب الإفريقية المكافحة التي قاومت مختلف أشكال ووسائل التطبـيع، وفرضت بعض حكوماتها تقديم جــرائم الاحتلال الجارية في غـزة إلى المحاكم الدولية، ومحاسبة الإرهابيين واعتبار جرائمهم تهديداً للأمن والاستقرار العالميين واستهتاراً بالقانون الدولي والإنساني”.
وجدد الحزب “مطالبته للشعوب العربية والإسلامية التي ناصرت القضية الفلـسطينية على مدى سنوات طويلة، أن تسارع في الضغط على حكوماتها لمزيد من النصرة والدعم، خصوصاً تلك التي اختارت التطبيع مع المحـتل، لوقف علاقاتها مع كيان إرهابِـي تأسست عصاباته على القتــل والإبادة وتشريد النساء والأطفال”.
عبد الله مولود
نواكشوط – «القدس العربي»