د الداود أبا: موريتانيا تتسلح الى أين تتجه منطقة الساحل الافريقي

أربعاء, 06/19/2024 - 17:03

أبدى الاتحاد الافريقي و الدول المجاورة لدولة مالي و دولة موريتانيا و العالم الغربي مخاوفه من تصاعد التوتر بين الجارتين في منطقة الساحل التي تعرف تصاعدا قويا للعنف و تناميا لتوترات بعد تكرار توغل القوات المسلحة المالية بمساندة مقاتلي فاغنر الى الاراضي الشرقية من الجمهورية الاسلامية الموريتانية ما نتج عنه الكشف عن تعزيز  الترسانة العسكرية للجيش الموريتاني في خطوة من الدولة الموريتانية الى التسلح و تعزيز القدرة العسكرية للجيش.

و يضهر من خلال هذا أن الرئيس الشيخ ولد الغزواني يسعى الى تعزيز مكانة الجيش و قوة و جاهزية القوات المسلحة الموريتانية في مواجهة التحديات الامنية التي تعرفها منطقة الساحل الافريقي و خصوصا مع الجارة مالي و كذلك من خلال خطة أكبر و أوسع في إظهار قوة موريتانيا و كسب دعم حلفائها خصوصا  بعد الزيارة التي قادها الرئيس الموريتاني الى باريس التي نتج عنها حشد التأييد للسيادة الموريتانية مع الاستحقاقات الانتخابية الحالية في الجمهورية الاسلامية.

و يظهر التصعيد الامني الذي تنهجه موريتانيا من خلال مظهرين الاول تمثل في المنوارات بالمدفعية الثقيلة  التي عرفتها الحدود الموريتانية مع الجارة مالي  تحت عنوان إختبار جاهزية الوحدات القتالية و فعاليتها القتالية حيث تهدف المناورات الى إظهار قوة الجيش الموريتاني في مواجهة التهديدات القوات المالية المتكررة للحدود الشرقية لموريتانيا مؤكدة على التصعيد في مواجهة هذه التهديدات, إضافة الى ذلك المظهر الثاني من التصعيد تمثل في إعادة التسلح و تطوير الترسانة العسكرية للجيش الموريتاني حيث أكد وزير الدفاع الموريتاني على أن موريتانيا تنهج توجها جديدا فيما يتعلق بقدراتها العسكرية مع التركيز على الفاعلية و التنوع حيث زود الجيش قدراته بطائرات بدون طيار إضافة الى عربات عسكرية و مدرعات و عتاد عسكري و تكنولوجيا جديدة تهدف الى تحديث الواجهة العسكرية و الأمنية للمسسة العسكرية في جمهورية موريتانيا.

 

و تشير تقارير دولية عديدة الى أن تنامي التسلح و تصاعد الجاهزية العسكرية لدولة موريتانيا نتيجة عدة اسباب من أبرزها التجاوزات المسجلة على مستوى الحدود مع مالي التي تعرف هي الاخرى تصاعدا في الاحداث نتيجة محاربة الانفصالين على حدودها , اضافة الى الخوف من التوغل الروسي في المنطقة و الذي يدعم ماي على حساب موريتانيا التي لا تبدي إهتماما بالتعاون مع روسيا لصالح علاقاتها مع الغرب و التي عرفت تطورا إيجابا كبيرا في عهد الرئيس الحالي الشيخ الغزواني و التي تمثلت في الاتفاقات التي عقدتها موريتانيا مع الاتحاد الاوروبي و كذلك دعم باريس الذي ظهر بشكل جلي من خلال زيارة الرئيس الموريتاني قبل الاستحقاقات الانتخابية الحالية.

و يعد سباق التسلح من بين الظواهر الخطيرة التي تعرفها منطقة المغرب العربي  و الذي  يقودها المغرب و الجزائر الدولتين اللتان تكدسان الاسلحة و الطائرات منذ مدة في إطار حماية المصالح و السيادة و يعكس كذلك دعم روسيا و الغرب لهذه البلدان حيث أن كل حليف يتسلح من حليفه و تعد الخطوة الموريتانية نتيجة طبيعية لما يحدث في المنطقة كذلك أن ما تعرفه المنطقة من تداخل المصالح و التحالفات حيث أن الجزائر التي قامت بإنشاء حلف جديد من دون المغرب تهربت موريتانا من الانظمام له و المبادرة الاطلسية التي قادها المغرب لصالح دول الساحل لم تدخلها موريتانيا كل هذا يعد تطورا خطيرا في المنطقة يدفع الدول الى إعادة الحسابات و تعزيز القوة.

من خلال هذا فإن الجمهورية الاسلامية الموريتانية عرفت تطورا ملحوظا على المستوى الاقليمي من خلال تصاعد نبرة القوة في خطابها و خصوصا مع ما تعرفه اليوم و في ضل الاستحقاقات الانتخابية الحالية  التي يظهر أنها تركزعلى المعطى الامني و حماية المواطن و إبراز مكانتها على المستوى الدولي و الحفاض على تحالفاتها مع الغرب.

باحث دكتوراه في جامعة محمد الخامس أكدال الرباط

[email protected]