تعد "يورو 2024"، بطولة ممتعة إلى حد كبير حتى الآن، حيث تم تسجيل الكثير من الأهداف في دور المجموعات والدور ثمن النهائي، وما يزال السباق على الحذاء الذهبي مفتوحًا إلى حد كبير، ولم يسجل أي لاعب حاليًا أكثر من 3 أهداف.
الكثير من المنتخبات توزعت أهدافها بين مجموعة كبيرة من اللاعبين، ففي الدور الأول، كان لدى إسبانيا 5 هدافين مختلفين وسجل لألمانيا في الفترة ذاتها 6 لاعبين.
لكن الإحصائيات الأكثر لفتا للانتباه، قد تكون من نوع مختلف تمامًا.. الأهداف العكسية.
عبر 16 نسخة من بطولة أوروبا للمنتخبات قبل النسخة الحالية هذا الصيف في ألمانيا، تم تسجيل إجمالي 20 هدفًا عكسيا فقط، 11 منها في النسخة الأخيرة قبل 3 أعوام.
لكن هذا السجل مهدد بالخطر، حيث تم تسجيل 9 أهداف عكسية حتى هذه اللحظة من النسخة الحالية، مع تبقي 7 مباريات على انتهاء البطولة.
ومن المثير للدهشة أنه لم يتم تسجيل سوى 29 هدفًا عكسيا في 17 نسخة من بطولة أوروبا حتى الآن، وتتصدر البرتغال القائمة بعد أن سجلت 3 أهداف في مرماها في البطولات السابقة، متقدمة على ألمانيا وكرواتيا اللتين وضعتا هدفين في شباكهما.
وتتوجب الإشارة إلى أنه لم يتم تسجيل أي هدف بنيران صديقة في البطولة، خلال عقدين من الزمن بين العامين 1976 و1996، ولم يكن هناك سوى 6 أهداف عكسية في جميع المباريات بين بطولتي أوروبا في العامين 1996 و2012.
وتتراوح طريقة تسجيل الأهداف العكسية، بين سوء الحظ والأخطاء الصريحة مثل هدف اللاعب التركي سامت أكايدين، الذي مرر الكرة للخلف، دون النظر إلى حارس المرمى ألتاي بايندير، لتسكن الشباك في موقف مثير للسخرية.
ويعتبر منتخب فرنسا أكبر المستفيدين من النيران الصديقة برصيد 5 مرات في تاريخ بطولات اليورو، واستفاد في هذه النسخة منها مرتين ليصل إلى ربع النهائي، علما بأنه سجل 3 أهداف فقط في البطولة الحالية، بواقع هدفين عكسيين وآخر من ركلة جزاء.
وفي وقت كان فيه المنتخب الإنجليزي يحتاج للأهداف بأي طريقة في البطولة الحالية، بسبب عدم قدرته على إخراج الأفضل من نجومه، خصوصا في الدور الأول، فإنه يعد من المنتخبات التي لم تستفد من هذه الخاصية.
ويعتبر جلين جونسون هو اللاعب الإنجليزي الوحيد الذي سجل هدفًا بالخطأ في مرماه في بطولة أوروبية، وذلك في العام 2012 ضد السويد، في حين أن الهدف العكسي الوحيد الذي كان لصالح منتخب "الأسود الثلاثة" جاء عن طريق الدنماركي سيمون كاير في نصف نهائي يورو 2020.
الأمر يتعلق أكثر بسوء الحظ من أي عوامل أخرى، ويكفي أن ندرك أن 3 من أفضل مدافعي أوروبا حاليا، زاروا شباك فرقهم بطريق الخطأ، وهم الألماني أنطونيو روديجر والإيطالي ريكاردو كالافيوري والبلجيكي يان فيرتونحن.