تُعد المكسرات من أفضل الوجبات الخفيفة النباتية التي يمكن تقديمها للأطفال والبالغين على حد سواء، وذلك بفضل قيمتها الغذائية الكبيرة وتوافرها على مدار العام. تعتبر المكسرات خياراً طبيعياً ومحبباً يتمتع بطعم لذيذ سواء بمفردها أو كجزء من وجبة أخرى. كما أنها صحية جداً وتُعتبر مصدراً مثالياً للبروتينات خاصة للأطفال الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً صارماً. كما يمكنهم الاستفادة من ألبان اللوز كمصدر بديل للألبان الحيوانية.
فوائد المكسرات للأطفال
يمكن إدخال المكسرات إلى نظام غذائي الطفل مبكراً، بدءاً من عمر ستة أشهر، على شكل عجينة أو مطحونة. يُفضل أن تكون المكسرات مطحونة أو مكسرة إلى قطع صغيرة حتى عمر الخامسة، لتفادي خطر الاختناق الناتج عن الحبوب الصلبة، خصوصاً إذا كان الطفل كثير الحركة أثناء تناول الطعام. بالنسبة لأنواع المكسرات صغيرة الحجم مثل الفستق والبندق، يُفضل تناولها تحت إشراف الأم.
تحتوي المكسرات على مجموعة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تعزز صحة الجسم، بالإضافة إلى الدهون الصحية الأحادية غير المشبعة والبروتينات والألياف، مما يساعد على النمو والتطور الإدراكي. بعض المكسرات تحتوي أيضاً على كميات جيدة من أحماض أوميغا 3 المفيدة لنشاط المخ.
من بين المكسرات المفيدة: اللوز، عين الجمل، الكاجو، البندق، المكاديما، والفستق. على الرغم من أن الفول السوداني ليس من المكسرات، بل هو نوع من البقوليات، إلا أنه يحتوي على تركيبة غذائية مشابهة.
الكمية المناسبة
تُوصى بتناول حوالي 30 غراماً من المكسرات يومياً، وهو ما يعادل تقريباً الكمية التي يمكن أن تكون موجودة في قبضة اليد الواحدة. هذه الكمية توفر 36% من حاجة الطفل اليومية من فيتامين «إي» E، و13% من احتياجات الألياف اليومية، وحوالي 5 غرامات من البروتين، بالإضافة إلى فيتامينات بي المركب، الكالسيوم، الحديد، الزنك، البوتاسيوم، والمغنيسيوم.
الفوائد الصحية للمكسرات
تناول المكسرات بانتظام كجزء من نظام غذائي متوازن يمكن أن يساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار وزيادة مستويات الدهون الجيدة HDL التي تحمي من الأمراض القلبية والأوعية الدموية. كما تلعب بعض الأنواع مثل الفستق دوراً مهماً في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وتنظيم مستويات السكر في الدم. بالإضافة إلى ذلك، تعزز المكسرات صحة العظام وتقوي جهاز المناعة وتساهم في تحسين حركة الأمعاء.
احتياطات ومحاذير
من الأفضل تناول المكسرات بشكلها الخام دون تحميص للحفاظ على قيمتها الغذائية، وتجنب إضافة الملح أو السكر لتفادي مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم. كما يجب شراء المكسرات الطازجة من مصادر موثوقة لتجنب تعرضها للأفلاتوكسين، وهو مادة ضارة يمكن أن تسبب مشاكل صحية.
على الرغم من فوائدها، يجب تناول المكسرات باعتدال لتفادي زيادة الوزن الناتجة عن السعرات الحرارية العالية، وأيضاً لتجنب بعض الأعراض الهضمية مثل الانتفاخ والإسهال. بالإضافة إلى ذلك، قد تسبب المكسرات حساسية لبعض الأطفال، والتي تتراوح بين أعراض بسيطة مثل الطفح الجلدي إلى حالات خطيرة تستدعي العناية الطبية الفورية.
ينصح الأطباء وخبراء التغذية بإدخال المكسرات إلى النظام الغذائي للأطفال، خاصة خلال فترات الدراسة والتمارين الرياضية، مع ضرورة تناولها بكميات معتدلة يومياً. ورغم ارتفاع أسعار المكسرات في معظم الدول، فإن فوائدها الصحية تجعلها استثماراً جيداً في صحة الأطفال، مما يساعدهم على النمو والتطور بشكل سليم.