اندلعت موجة غضب واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي ضد قناة «العربية»، والتي كانت تبث برامجها من دبي قبل أن تنتقل إلى الرياض، وذلك بسبب تغطيتها للحرب على غزة التي اعتبرها الكثير من المتابعين منحازة للاحتلال الإسرائيلي وتروج لمزاعمه وتحاول النيل من قوى المقاومة الفلسطينية.
وجاءت الانتقادات الأخيرة لتغطية قناة «العربية» بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة المواصي غربي خان يونس جنوب قطاع غزة في 13 تموز/يوليو 2024 وهي المجزرة التي زعم الاحتلال أنها كانت عملية استهداف للقائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف، لكنها أسفرت عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين قبل أن يتبين أن الضيف ليس من بينهم ولم يكن موجوداً في المكان.
وتداول النشطاء والمتابعون على شبكات التواصل مقاطع قصيرة من تغطية قناة «العربية» للمجزرة، حيث يظهر في المقاطع أن القناة تبنت الرواية الإسرائيلية وسلمت بصحة اغتيال الضيف في المجزرة، كما تداول النشطاء سريعاً بعض المقاطع التي يظهر فيها متحدثون على شاشة القناة وهم يلقون باللوم على حركة حماس فيما يجري من مجازر في قطاع غزة، وهو الأمر الذي اعتبره الكثيرون محاولة لتبرئة ساحة الاحتلال من الدمار وحرب الإبادة التي يشهدها القطاع.
وأطلق النشطاء الهاشتاغ «#العربية_شريك_في_الإبادة» والذي أصبح سريعاً أحد الوسوم الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً في العديد من الدول العربية، بما فيها الأراضي الفلسطينية، حيث طالب المستخدمون بمقاطعة القناة وعدم متابعتها، إضافة إلى إلغاء متابعة حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي.
ونشر الناشط الفلسطيني خالد صافي تدوينة على شبكة «إكس» جمع فيها صوراً من التغطية الإعلامية لقناتي «العربية» و«الحدث» للمجزرة تنقل فيها رواية إذاعة الجيش الإسرائيلي ومراسلي الاحتلال.
وكتب محمد الفقهاء: «أصبح دور قناة العربية بعد دقائق من أي مجزرة في غزة أو جنوب لبنان هو تبرير تلك المجزرة» أما حسين أبو ليلى فكتب معلقاً: «قناة العربية عم توزع أخبار كذب بكذب، تفوقت على القنوات الإسرائيلية».
وكتبت صاحبة حساب يُدعى جوهر: «شعب فلسطين يموت يومياً من أجل أرضهم ودينهم، ألا يكفي هذا ليتم اعتبارهم شهداء؟ الكل يعرف رأي قناة العربية في القضية الفلسطينية، لماذا القناة لا تقول مصطلح «صهاينة» عن الاحتلال في اخبارها؟».
وكتب أبو الأمين يقول: «والله قناة العربية سيذكرها التاريخ بأنها من الأعاجيب بأموال دولة مسلمة، وخلافاً لسياسة هذه الدولة ومصلحتها ومصلحة الشعب المسلم، هذه القناة فقط وباتجاه واحد فقط لا تستهدف إلا فئة من هذا المجتمع المسلم، وتترك جميع الجهات الاجرامية العالمية».
وعلق الإعلامي يحيى صلح: «أكبر جريمة نفسية وعقلية ارتكبتها قناة العربية وقناة الحدث في حق الكثير ممن يظهرون على شاشة القناتين تتمثل في اطلاق الألقاب والمسميات مثل خبير عسكري أو اقتصادي أو محلل سياسي أو ناشط حقوقي أو ناشط إنساني.. الخ، هكذا بهذه الرتب قامت بتحويل الكثير ممن تظهرهم إلى مرضى فكرياً».
وكانت وزارة الصحة في غزّة أعلنت يوم السبت الثالث عشر من تموز/يوليو الحالي ارتقاء 90 شهيداً «نصفهم من النساء والأطفال» إضافة إلى 300 جريح، في مجزرة ارتكبها الاحتلال واستهدفت مخيم المواصي للنازحين جنوبي القطاع.
وزعمت قوات الاحتلال أن الغارة استهدفت قائد كتائب القسّام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف ومسؤول خانيونس رافع سلامة، فيما ردت «حماس» بأن «ادعاءات الاحتلال بشأن استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة… للتغطية على حجم المجزرة المروعة. ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية ويتبين كذبها لاحقاً».
«القدس العربي»: