أسدل المدافع البرتغالي المخضرم بيبي الستار على مسيرته الأسطورية في ملاعب كرة القدم بإعلان اعتزاله، مفضلا تعليق حذائه بعد أسابيع من مشاركته في بطولة يورو 2024.
وبدأ بيبي (41 عاما) مسيرته الاحترافية عام 2002، لتستمر لمدة 22 عاما، تخللها ارتداء قمصان 5 أندية، أبرزها ريال مدريد الذي لعب له بين عامي 2007 و2017.
متعدد الألقاب
شهدت مسيرة أسطورة البرتغال تتويجه بمختلف الألقاب، على الصعيد الدولي ومع الأندية أيضا، ليحصد في النهاية نحو 29 لقبا.
وجاءت أغلب تتويجات بيبي مع بورتو، الذي لعب له في حقبتين مختلفتين، ليظفر معه ب14 لقبا.
أما ريال مدريد، فقد نجح الدولي البرتغالي السابق في التتويج معه ب13 لقبا.
وعلى المستوى الدولي، كان بيبي أحد العناصر الرئيسية في الجيل التاريخي للبرتغال، المتوج بلقبي يورو 2016 ودوري الأمم الأوروبية 2019.
تهمة أبدية
بعد نحو عامين من انتقاله إلى ريال مدريد، شهد موسم 2008-2009 واقعة كان بطلها بيبي، حينما تعامل بتهور مع خافيير كاسكيرو لاعب خيتافي.
الواقعة بدأت بركض لاعب خيتافي نحو منطقة جزاء الريال، ليحاول السقوط أرضا بهدف الحصول على ركلة جزاء بعد دفعة خفيفة من بيبي.
لكن بيبي لم ينتظر معرفة قرار حكم المباراة، بل قرر معاقبة اللاعب على تماديه في السقوط، ليقوم بركل جسده مرتين، وهو ما أثار اندهاش الجميع، بمن فيهم زملاءه في الفريق.
وتعرض بيبي للطرد على إثر هذا السلوك المشين، خصوصا بعدما أتبع ذلك بتعديه أيضا على خوان أنخيل ألبين لاعب خيتافي، ليتعرض لعقوبة إيقاف لمدة 10 مباريات، أنهت موسمه فعليا.
ومنذ تلك اللحظة، أصبح بيبي يصنف ضمن قائمة "الجزارين" في ملاعب كرة القدم، حتى رغم تحسن سلوكه فيما بعد، وإثبات نفسه فنيا كأحد أفضل المدافعين في العالم.
ضريبة الجنسية
لا يمتلك الإعلام البرتغالي تأثيرا عالميا كما هو حال الصحف ووسائل الإعلام الإسبانية، وهو ما لم ينقذ بيبي من التهمة الأبدية التي لاحقته في ملاعب كرة القدم.
وأصبح المشجعون يتأثرون بالفعل من ترديد عبارات وكلمات تصف بيبي بالمدافع المتهور أو العنيف، رغم ابتعاده عن تلك التصرفات تدريجيا، باستثناء بعض المخالفات المعدودة، التي يتورط بها أغلب المدافعين.
هذا ما فشل الإعلام البرتغالي في التصدي له، بعكس ما كان الحال عليه مع سيرجيو راموس، زميل بيبي السابق في مدريد، والذي استفاد من جنسيته وقوة الإعلام الإسباني.
وعلى مدار مسيرته، ارتكب راموس هفوات قاتلة، بل إنه كان أكثر عنفا وتهورا من بيبي، وهو ما يظهر في كثرة تعرضه للطرد وحصوله على البطاقات الملونة، ما يفوق المدافع البرتغالي بفارق هائل.
وبحسب موقع "ترانسفير ماركت"، فإن بيبي تعرض للطرد في 17 مناسبة فقط، مقابل 29 لراموس، فيما تلقى الأخير 268 بطاقة صفراء، بينما يقل عنه المدافع البرتغالي بحصوله على 200 فقط.
رغم ذلك، ظل بيبي أسيرا في خانة "الجزارين"، في الوقت الذي دعمت فيه الصحافة الإسبانية راموس بوضعه دائما في مقارنات مع أساطير خط الدفاع، رغم أن البرتغالي يتفوق عليه فنيا في جوانب عديدة، فضلا عن ندرة هفواته الدفاعية مقارنة بالإسباني.
وبطبيعة الحال، كان للإعلام دور في التأثير على العقل الجمعي لمشجعي كرة القدم، الذين ظلوا يحاكمون بيبي على واقعة 2009 المشينة، ليبقى في خانة "الجزارين" مهما فعل.