العمر مجرد رقم.. هي الجملة التي تعبر عن حالة الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد النصر السعودي، الذي يواصل العمل بقوة من أجل تحقيق الإنجازات الفردية والجماعية، رغم وصوله لسن 39 عاما.
رونالدو الذي يعد واحدا من أبرز نجوم الساحرة المستديرة على مر التاريخ، يتطلع لتحقيق العديد من الإنجازات مع النصر خلال الفترة المقبلة، بعدما فشل على مدار موسم ونصف في التتويج بأي لقب محلي أو قاري.
وسيواجه الدون، العديد من التحديات الصعبة خلال الموسم المقبل على المستويين المحلي والقاري، ولكنه دائما ما ينجح في التغلب على مثل هذه المواقف وذلك على مدار مسيرته.
وسيكون الاختبار الأول بعد أيام قليلة، عندما يخوض النصر، كأس السوبر السعودي، بمواجهة التعاون في الدور نصف النهائي، مساء الأربعاء المقبل، وحال الانتصار سيلعب ضد الفائز من الهلال والأهلي في المباراة النهائية.
موسم حزين
عاش هداف ريال مدريد التاريخي، فترة صعبة مع النصر خلال الموسم الماضي، فشل خلالها في تحقيق أي لقب محلي، بخسارة ثلاثية الدوري والسوبر والكأس، لصالح الهلال الذي قدم مستويات مذهلة.
وبالإضافة إلى الخروج الصادم من ربع نهائي دوري أبطال آسيا على يد العين الإماراتي بطل المسابقة، اكتفى رونالدو ورفاقه بتحقيق لقب البطولة العربية فقط على حساب الهلال بنتيجة (2-1).
وحاول رونالدو، مساعدة النصر بشتى الطرق من أجل تحقيق الدوري على وجه التحديد، بتسجيل 35 هدفا تصدر بها ترتيب هدافي المسابقة، إلا أن ذلك المعدل غير المسبوق لم يكن كافيا لقيادة "العالمي" نحو اللقب.
ولم تتوقف صدمات رونالدو عند هذا الحد، بل انتقلت إلى المستوى الدولي، بعدما ودع منافسات كأس أمم أوروبا مع البرتغال من الدور ربع النهائي، بالسقوط أمام فرنسا، بركلات الترجيح.
تحديات نارية
كل هذه التعثرات، ستدفع رونالدو لرد اعتباره في الموسم الجديد، ولكنه سيصطدم بعدة تحديات صعبة على كافة الأصعدة، يأتي على رأسها صراع الهلال على الألقاب المحلية.
وسيواجه النصر صعوبة بالغة في الموسم الجديد، خاصة وأنه لم يُبرم أي صفقة جديدة خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، باستثناء الحارس البرازيلي بينتو، وهو نفس الحال بالنسبة للهلال، ولكن الأخير يتمتع بعدة عناصر أفضل في بعض المراكز.
فضلا عن المشاركة الأولى في دوري النخبة الآسيوي، الذي سيجد فيه رونالدو ورفاقه صعوبة بالغة، في ظل المنافسة الشرسة التي سيشهدها الموسم الجديد، مع دخول أهلي جدة رفقة الهلال، بجانب الأندية الكبرى بالقارة الصفراء.
وعلى مستوى الحذاء الذهبي، لن يجد "صاروخ ماديرا" طريقه مفروشا بالورد، خاصة بعد قدوم الهداف الجابوني بيير إيمريك أوباميانج لصفوف القادسية، مع الميركاتو المميز لاتحاد جدة والذي سيخدم مصلحة كريم بنزيما لاستعادة بريقه.
كذلك، تحرر النجم المغربي عبد الرزاق حمد الله من ضغوطات بنزيما، عبر الانتقال للشباب، مع وجود المهاجم الصربي المخضرم ألكسندر ميتروفيتش، هداف الهلال، مما يهدد استمرار رونالدو على قمة الهدافين بالموسم الجديد.
ورغم الحالة البدنية الجيدة التي يتمتع بها رونالدو، إلا أن عامل التقدم في العمر قد يؤثر عليه، خاصة بعدما ظهرت عليه علامات الإرهاق بشكل واضح مع البرتغال في يورو 2024.
وحش لا يعرف الاستسلام
اعتاد رونالدو دائما على الدخول في مثل هذه التحديات الصعبة والتغلب عليها في أغلب الأحيان طوال مسيرته الاحترافية، مما يشير إلى إمكانية تحقيق جميع الإنجازات الممكنة بالموسم الجديد.
وعند الحديث عن التحديات التي واجهت رونالدو طوال مسيرته على غرار خروج "العالمي" بموسم صفري محليا وقاريا، يجب ذكر ما حدث رفقة ريال مدريد خلال موسمي 2012-2013 و2013-2014.
موسم 2012-2013، خرج الريال بموسم صفري مع تفوق الغريم برشلونة بقيادة الأسطورة ليونيل ميسي، بتحقيق ثنائية الدوري والسوبر.
وتعرض وقتها الملكي لانتقادات حادة بقيادة "صاروخ ماديرا" الذي انفجر في الموسم التالي، بتحقيق أغلب الألقاب الممكنة (2013-2014)، عن طريق الفوز بكأس الملك ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي ومونديال الأندية.
وحصد رونالدو الكرة الذهبية وجائزة أفضل لاعب في أوروبا، بجانب الحذاء الذهبي لدوري أبطال أوروبا، وهداف الدوريات الأوروبية الكبرى بالتساوي مع لويس سواريز مهاجم ليفربول الإنجليزي آنذاك.
هذا بالإضافة إلى تحقيق جائزة الهداف وأفضل لاعب في الدوري الإسباني بالموسم ذاته، ليثبت للجميع قدراته الخارقة.
وبالتالي، فإن الموسم المقبل قد يشهد توهج رونالدو مع النصر لكسر هيمنة الهلال والتفوق على مختلف نجوم دوري روشن، ليأكل الأخضر واليابس.