ما زال الموريتانيون على المستويين الرسمي والشعبي يواكبون مجريات الحرب التي يرونها “صهيونية أمريكية”، والتي يشنها منذ عشرة أشهر على التوالي جيش الاحتلال مدعوماً بالدول الغربية وبصمت دول التطبيع العربي.
وسجلت لافتات الوقفة الاحتجاجية المرابطة أمام بوابة السفارة الأمريكية الدعم الأمريكي لإسرائيل المتواصل منذ 7 تشرين الأول /أكتوبر 2023، مؤكدةً أن هذه الحرب الظالمة خلفت أكثر من 134 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 15 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة مروعة.
وإلى جانب ذلك، تستمر في موريتانيا بحماسة ودون توقف، جهود المناصرة السياسية والإعلامية والإغاثية للأهالي في غزة، حيث استأنفت القبائل الموريتانية تبرعاتها السخية لغزة.
وهكذا سلمت قبيلة “تاكاط” الأنصارية الموريتانية، للأمين العام للرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني تبرعاً موجهاً للأهالي في غزة بمبلغ 92 مليون أوقية موريتانية قديمة (حوالي 230 ألف دولار)، مؤكدة في بيان لها “أن هذا الدعم المالي موجه لأهلنا في غزة نصرهم الله وفك كربهم”.
كما سلمت مبادرة شمس الدين لدعم غزة، تبرعاً للأهالي في غزة بمبلغ 48 مليون أوقية موريتانية قديمة (120 ألف دولار). وقدم نادي الإحياء الثقافي بقرية بلغربان جنوب موريتانيا تبرعاً لغزة بمبلغ 270 ألف أوقية موريتانية قديمة. وتحظى القضية الفلسطينية بإجماع الشعب الموريتاني، حيث تواصل القبائل الموريتانية تنظيمها لعمليات موسعة لجمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، حيث تجاوزت هذه التبرعات عتبة مليارات الأوقية، أي ملايين الدولارات.
واستجاب أفراد القبائل الموريتانية لنداءات التبرع لغزة، وهو ما يعكس تضامن المجتمع الموريتاني وروح الإخاء التي يشعر بها الجميع إزاء الأشقاء في فلسطين.
وشكل تبرع قبيلة بني حسن بمبلغ 100 مليون أوقية موريتانية (حوالي 253 ألف دولار) يوم 23 كانون الأول /ديسمبر، الانطلاقة الفعلية لتنافس القبائل الموريتانية في مجال التبرع للأشقاء في غزة.
وما إن انتشر خبر تبرع المبادرة الحسنية، حتى بدأ ميدان التنافس، حيث تبرعت مبادرة قبيلة لقلال، بـ 220 مليون أوقية (حوالي 558 ألف دولار)، ثم مبادرة شرفاء تنواجيو الذين تبرعوا بمبلغ 300 مليون أوقية (حوالي 761 ألف دولار).
وتبرعت قبيلة البوصاديين الأنصار (إدي بوسات) لغزة بنصف مليار أوقية قديمة؛ ثم كانت القفزة النوعية بمبادرة قبيلة أولاد أبييري الذين رفعوا سقف التبرعات إلى 500 مليون أوقية (حوالي مليون و269 ألف دولار)، ثم ارتفع السقف بعد ذلك مع قبيلة تاكنانت ليصل إلى 600 مليون أوقية (حوالي مليون و522 ألف دولار)، ثم وصل مع قبيلة تجكانت إلى 620 مليون أوقية (حوالي مليون و573 ألف دولار).
وفي جانب النشاط الدبلوماسي ذي العلاقة، وجه لي باي جين، السفير الصيني في نواكشوط في لقاء مع الصحافة الموريتانية يوم الخميس، مواقف الغرب من القضية الفلسطينية، مؤكداً “أن الغرب يتجاهل بشكل تام معاناة الشعب الفلسطيني، وبخاصة معاناة الأطفال والنساء والشيوخ، في ظل ممارسات الجيش الإسرائيلي، الذي يقصف المدارس وحتى الأماكن التي يلجأ إليها النازحون في قطاع غزة”.
عبد الله مولود
نواكشوط ـ «لقدس العربي»