أقر ملتقى القدس الطلابي الموريتاني الثالث الذي أنهى أشغاله الثلاثاء بنواكشوط، بلورة مشاريع وبرامج عملية لنصرة القـضية الفلسطينية ومساندة المقاومة، استكمالاً ومواصلةً لمسار مؤازرة الشعب الفلسطيني الذي تؤطره المبادرة الطلابية الموريتانية لمناهضة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة.
وأكد البيان الختامي “أن الملتقى الثالث ينعقد في ظرف دقيق تعيش فيه القضية الفلسطينية تحديات هي الأكبر منذ الاحتلال، وفي ظل استمرار معركة طوفان الأقصى والعدوان الصهيوني المدعوم أمريكياً بشكل كامل وبمساهمة من عدد من الدول الأخرى، مع تواطؤ عربي فاضح متواصل ضد إخواننا في غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي”.
ونوه البيان “بالملاحم التي سطرها ويواصل تسطيرها المجاهدون في غزة”، مؤكداً “أنها أروع وأضخم ملحمة بطولية في تاريخ الصراع مع العدو المحتل”، مشيراً إلى “أن ارتداداتها وتأثيراتها ما تزال تزداد يوماً بعد يوم، إِنْ على ميدان غزة الصامدة أو على المستوى الإقليمي والدولي، كما لا يزال عداد الشهداء والجرحى والمفقودين في تزايد”.
وبارك المشاركون في الملتقى “المستوى الكبير والمتقدم من تلاحم الشعب الموريتاني خلف دعم خيار المقاومة وإسنادها كما يعتزون بالدور الريادي الذي تلعبه المبادرة الطلابية في ريادة وقيادة العمل المناصر والمساند للشعب الفلسطيني ومقاومته المجاهدة في ميادين الاحتجاج وحملات جمع التبرعات
لإغاثة أهلنا في غزة”.
وأوضح البيان “أن فعاليات الملتقى تنوعت بين محاضرات الضيوف والندوات الفكرية والتربوية والتوعوية والورشات والحوارات واستعراض ونقاش المشاريع والمبادرات، كما تميزت بجدية عالية وشعور بالمسؤولية لدى المشاركين والمنظمين الذين عملوا طيلة الأسابيع الماضية على بلورة مضامين وأفكار ومشاريع ترقى لمستوى التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، متعاهدين على استمرار وتطوير العمل الطلابي والشبابي المناهض للاختراق الصهيوني والمدافع عن القضية الفلسطينية”.
وقد تمخض الملتقى عن توصيات بينها الوقوف بثبات وبجدية في مسار دعم المقاومة الفلسطينية الصابرة الثابتة والمجاهدين المرابطين في الخنادق والأنفاق، حماة دين الله ومسرى الرسول، وطليعة الأمة المسلمة المنصورة، ومن بينها كذلك تجديد وتأكيد الموقف الشعبي الموريتاني المناصر لفلسطين المؤمن بخيار المقاومة والجهاد كخيار وحيد للنصر والتحرير.
ورفض المشاركون في الملتقى بشكل بات كل أشكال التطبيع وممارساته تجارياً وثقافياً ودبلوماسياً وسياسياً والاستعداد التام لبذل الجهد والتضحية في سبيل ذلك، واستنكار مواقف التخاذل المخزية لأغلب حكومات الدول الإسلامية والعربية، وتصاممها المشين عما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم غير مسبوقة على مرأى ومسمع العالم”.
وفاخر المشاركون في الملتقى “بكل الشهداء الذي ارتقوا دفاعاً عن الأمة ومقدساتها على رأسهم القائد الشهيد أبو العبد إسماعيل هنية، كما باركوا اختيار حركة المقاومة الاسلامية حماس الرئيس القائد المجاهد يحيى السنوار رئيساً للحركة”.
وطالب المشاركون “بمضاعفة الجهود النضالية والإغاثية قياماً بالواجب وإسناداً للمقاومة، وانتصاراً للشعب الفلسطيني ضد ما يتعرض له من حرب إبادة صهيونية أمريكية صليبية”.
وتبنى المشاركون مجموعة من المشاريع والأفكار الرائدة أبرزها مشروع “فلسطين قضيتي” الإعلامي، ومشروع “فلسطين في كل بيت”، ومشروع “مقاطعة المنتجات الصهيونية مشروع الأقصى قضية كل مسلم”، ومشروع “حصص مدرسية”، و”مشروع منابر مقدسية”، ومشروع “مسابقة القدس الثقافية الوطنية”.
وقد شارك في الملتقى أكثر من 160 مشاركاً، يمثلون نوادي وروابط وهيئات طلابية من مختلف ولايات الوطن، وتم في ختامه التوقيع على ميثاق تأسيسي لائتلاف وطني للمنظمات الشبابية والطلابية موجه لنصرة القدس وفلسطين.
عبد الله مولود
نواكشوط ـ «القدس العربي»