أمراض اللثة تزيد من مخاطر الإصابة بسرطانات الرأس والرقبة

أحد, 09/29/2024 - 11:34

أظهرت دراسة جديدة من الولايات المتحدة أن وجود بعض أنواع البكتيريا في الفم قد يزيد من خطر الإصابة بسرطانات الرأس والرقبة بنسبة تصل إلى 50%. وقد أكّد الباحثون أن بعض هذه البكتيريا مرتبطة بأمراض اللثة، التي يمكن أن تؤدي إلى تآكل عظام الفك والأنسجة المحيطة بالأسنان.

لطالما لوحظ أن الأشخاص الذين يعانون من سوء صحة الفم هم أكثر عرضة للإصابة بسرطانات الرأس والرقبة مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بفم صحي. رغم وجود دراسات سابقة ربطت بين بعض أنواع البكتيريا الفموية وهذه السرطانات، لم يكن واضحًا حتى الآن أي الأنواع هي الأكثر تورطًا.

قاد فريق بحثي من جامعة نيويورك لانغون هيلث ومركز بيرلماتر للسرطان هذه الدراسة، التي حللت التركيب الجيني للبكتيريا الفموية لدى الأفراد الأصحاء. وقد أظهرت دراسات سابقة وجود أنواع معينة من البكتيريا في عينات أورام لأشخاص تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرأس والرقبة. وفي دراسة أُجريت عام 2018، استكشف الباحثون كيف يمكن أن تؤثر الميكروبات في أفواه الأشخاص الأصحاء على خطر الإصابة بالسرطان بمرور الوقت.

تعتبر هذه الدراسة الجديدة هي الأكبر من نوعها، حيث استندت إلى بيانات من ثلاث دراسات رئيسية تتبعت أكثر من 159 ألف أميركي لفهم تأثير العوامل الغذائية، ونمط الحياة، والتاريخ الطبي على تطور السرطان. بعد تسجيل المشاركين، قاموا بغسل أفواههم وتقديم عينات من اللعاب لتحليل الحمض النووي للبكتيريا والفطريات. قارن الباحثون بين الميكروبات الفموية لـ236 مريضًا تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرأس والرقبة و458 مشاركًا آخرين لم يصابوا بهذا المرض، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل مؤثرة مثل العمر، والعرق، والتدخين، واستهلاك الكحول.

أظهرت النتائج أن 12 نوعًا من البكتيريا مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة، حيث ارتبطت هذه المجموعة بزيادة احتمال الإصابة بنسبة 30%. وعند إضافة خمسة أنواع أخرى شائعة في أمراض اللثة، ارتفع الخطر الإجمالي إلى 50%.

تشير نتائج هذه الدراسة إلى أهمية الحفاظ على عادات صحية جيدة للفم، حيث إن تنظيف الأسنان بالخيط والفرشاة لا يساهم فقط في الوقاية من أمراض اللثة، بل قد يلعب أيضًا دورًا في الحماية من سرطانات الرأس والرقبة.

يخطط الباحثون الآن لاستكشاف الآليات التي تسمح لهذه البكتيريا بالتسبب في المرض، وكيف يمكن التدخل بشكل فعال لتثبيطها. في الوقت الذي لا تزال فيه حالات سرطان الرأس والرقبة نادرة نسبيًا، فإن المخاطر الإضافية المرتبطة بالبكتيريا الفموية تدعو إلى القلق، مما يعزز أهمية الحفاظ على صحة الفم.