أحدث الإيطالي ستيفانو بيولي، مدرب النصر الجديد، تغييرًا واضحًا في صفوف "العالمي" في فترة زمنية قصيرة، بعد توليه قيادة الفريق خلفا للبرتغالي لويس كاسترو.
وتولى بيولي المهمة الفنية بعد سلسلة من التعثرات التي تعرض لها النصر تحت قيادة كاسترو، متمثلة في خسارة جميع ألقاب الموسم الماضي، باستثناء البطولة العربية، فضلا عن السقوط مطلع الموسم الجاري ضد الهلال في نهائي السوبر السعودي.
ووصل النصر إلى مرحلة كارثية تحت قيادة البرتغالي، رغم كوكبة النجوم التي يمتلكها، لتقرر إدارة النادي اللجوء إلى بيولي بعقد يمتد موسمين، لينجح في إعادة ترميم "فارس نجد" خلال مدة زمنية قصيرة.
كوارث كاسترو
ارتكب كاسترو العديد من الكوارث خلال مهمته الفنية التي بدأت مطلع الموسم الماضي، ولكنه لم يعترف بذلك، وألقى اللوم على الظروف واللاعبين، إضافة إلى الهجوم على الصحافة بسبب الانتقادات التي تعرض لها.
النصر بات فريقا ضعيفا تحت قيادة كاسترو في أيامه الأخيرة، بسبب سوء الحالة الدفاعية واستقبال الأهداف المكررة منذ الموسم الماضي، فضلًا عن تراجع الخط الأمامي، لاسيما النجم السنغالي ساديو ماني.
ويعاب على فترة كاسترو المساحات التي ظهرت بين قلبي الدفاع وخلف الأظهرة، بجانب ابتعاد الخطوط، فضلا عن فشله في التعامل مع النجوم والسيطرة على غرفة خلع الملابس.
وظهر اهتمام كاسترو الواضح بمواطنه كريستيانو رونالدو مع تجاهل أغلب عناصر الفريق، بشهادة خبراء كرة القدم، ما أدى لغياب التناغم وضعف السيطرة على الأمور، إضافة لقراراته الفنية السيئة.
إضافة إلى ذلك، لم يطور كاسترو مستوى أي لاعب، كما أبعد كثير من اللاعبين المحليين عن الصورة، ما تسبب في تراجع واضح من كافة النواحي.
وخاض كاسترو خلال الموسم الحالي 6 مباريات بجميع المسابقات، حقق خلالها الفوز مرتين وتعادل 3 مرات وخسر في مناسبة وحيدة.
وكانت الخسارة الأبرز أمام الهلال في نهائي السوبر (1-4)، فضلا عن التعادل في كلاسيكو الأهلي (1-1) بالإضافة لتكرار نفس النتيجة ضد الشرطة العراقي في أولى جولات دوري النخبة الآسيوي، ليتقرر رحيله مباشرة.
تصحيح المسار
قرر بيولي قبول التحدي وقيادة النصر في فترة صعبة دون التعرف على اللاعبين أو إجراء أي مباريات ودية، وهو ما جعل البعض يتنبأ بصعوبة تأقلمه على الأجواء.
لكن بيولي استطاع وضع لمساته السحرية خلال 16 يوما فقط من تعيينه مديرا فنيا في 19 سبتمبر/أيلول الماضي حتى آخر مباراة خاضها يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول ضد العروبة بالجولة السادسة من دوري المحترفين.
بيولي خاض 5 مباريات مع النصر، حقق الفوز في جميعها ومن ضمنها 3 مباريات متتالية لم يستقبل فيها أي هداف بدوري المحترفين، بالفوز على الاتفاق (3-0) والوحدة (2-0) والعروبة (3-0).
فضلا عن التأهل لثمن نهائي كأس الملك، بالفوز على الحزم (2-1)، فيما أعاد النصر للطريق الصحيح بدوري النخبة، بتحقيق انتصار ثمين على الريان القطري المدجج بالنجوم بنتيجة (2-1).
سحر بيولي
بخلاف النتائج، فقد ظهرت بعض التحسينات التي تدل على عمل بيولي الواضح، منها الالتزام بالواجبات الدفاعية وسرعة الارتداد بجانب تقارب الخطوط، فضلا عن تضييق المساحات بين لاعبي الخط الخلفي.
ونتج عن ذلك استقبال هدفين فقط في 5 مباريات، على عكس كاسترو الذي استقبل 8 أهداف في 6 لقاءات، ما يبرهن على الفارق الكبير في المستوى الدفاعي.
كذلك، نجح المدرب الإيطالي في إعادة بعض اللاعبين لمستواهم المعروف وخاصة ماني الذي انفجر بشدة تحت قيادته، مسجلا 4 أهداف وصنع 3 خلال 5 مباريات فقط.
ولم يتوقف عمل بيولي عند هذا الحد، حيث منح رونالدو عدة أدوار جديدة منها النزول لوسط الملعب للمساهمة في عملية بناء اللعب ودخول الجناحين للعمق وتحول البرازيلي أندرسون تاليسكا إلى مهاجم وهمي في بعض الأحيان.
ولم يقتصر عمل الخط الأمامي على تسجيل الأهداف فقط، بل ظهروا بالتزام دفاعي واضح والضغط على حامل الكرة بداية من رونالدو، واستعادتها في أقصر فترة زمنية.
غير ذلك، فقد منح بيولي العديد من اللاعبين فرصة الظهور مرة أخرى مثل علي الحسن ونواف بوشل ومحمد آل فتيل ومحمد مران، وهو ما جعل أغلب النجوم في جاهزية جيدة.
وعلى الرغم من العمل الواضح لبيولي، إلا أنه خرج بتصريحات عقب مباراة العروبة، قائلا: "أنا لا أمتلك العصا السحرية، وإنما الفضل يعود للعمل الجماعي وقدرة اللاعبين على تنفيذ التعليمات وتطوير أنفسهم".
لكن بالنظر إلى وضع "العالمي" مع كاسترو والتحول الكبير الذي ظهر مع بيولي، فإن المدرب الإيطالي قام بعمل سحري استغرق 16 يوما لترتيب البيت النصراوي.
ومن المتوقع أن يرتفع النسق بشكل أكبر خلال فترة التوقف الدولي الحالية، حيث سيتعرف بصورة أكبر على قدرات بعض اللاعبين، كما أوضح عقب مباراة العروبة.