بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّه، بالنسبةِ إلى النِّساء اللواتي يُعانِين من نوباتِ الشَّقيقة migraines، يبدو أنَّ تواتُرَ تلك النوبات يزداد مع اقتِرابهنَّ من سنّ اليأس.
قال مُساعِدُ مُعدّ الدِّراسة الدكتور ريتشارد ليبتون، مُدير مركز مُونتفيور لآلام الرَّأس ونائب رئيس قسم طبّ الأعصاب لدى كليَّة ألبرت أينشتاين للطبّ في نيويورك: “نعتقِدُ أنَّ التغيُّراتِ في الهرمونات عند المرأة، مثل الإستروجين والبروجستيرون، والتي تحدُث في عندَ اقتراب سنّ اليأس، قد تُحرِّضُ زِيادةً في نوبات الشَّقيقة في أثناء هذه الفترة”.
اشتَملتِ الدِّراسةُ على أكثر من 3600 امرأةٍ عانين من نوبات الشَّقيقة قبل وفي أثناء سنّ اليأس، حيث وجدَ الباحِثون أنَّ خطرَ نوبات الشَّقيقة ذات التواتر المُرتفِع (10 نوبات أو أكثر في الشَّهر) ازدادَ بنسبة 60 في المائة في أثناء الفترة الانتِقاليَّة إلى سنّ اليأس، والتي من علاماتها عدمُ انتِظام الطمث.
بيَّنت الدِّراسةُ أنَّ خطرَ نوبات الشَّقيقة ازداد بشكلٍ كبيرٍ في أثناء آخر مرحلةٍ من اقتراب سنّ اليأس، عندما تكون مُستوياتُ هرمون الإستروجين مُنخفِضةً عند النِّساء.
قالَ مُعدّ الدِّراسة الدكتور فينسنت مارتين، من معهد علم الأعصاب لدى جامعة سينسيناتي: “اعتادَ الأطبَّاءُ سماعَ شكوى النِّساء حول تفاقُم نوبات الشَّقيقة عند اقتراب سنّ اليأس، ولدينا الآن دليلٌ على صحَّة كلامهنَّ”.
قالت مُساعِدةُ مُعدّ الدِّراسة الدكتورة جيلينا بافلوفيك، الأستاذة المُساعدة في طبّ الأعصاب لدى كليَّة ألبرت أينشتاين للطبّ في نيويورك: “يُمكن مُساعدةُ النِّساء اللواتي يُعانين من نوبات الشَّقيقة مع اقترابِ موعد سنّ اليأس لديهنَّ، وذلك عن طريق استخدام العلاج الهرمونيّ الذي يعمل على توازُن تلك التغيُّرات التي تحدُث في أثناء اقتراب سنّ اليأس وفترات سنّ الياس نفسها. وإذا كانت المريضةُ في مرحلةٍ مُبكِّرة من اقتِراب سنّ اليأس، يُمكنها استخدام أقراص منع الحمل التي تُساعِد على الحدّ من تواتر نوبات الشقيقة؛ وإذا كانت المريضةُ على وشك الدخول في سنّ اليأس وبدأت دورة الطمث لديها بالاضطراب، يُمكنها استِخدام رقعات أو لصاقات الإستروجين”.
قال مارتين: “يجب التنويهُ إلى أنَّ الهرمونات قد لا تكون دائماً هي السبب في تفاقم نوبات الشَّقيقة، بالرغم من أنَّ عددَ تلك النوبات وصل إلى نسبة 76 في المائة في أثناء سنّ اليأس، فقد يكون بعضُ تلك النوبات نتيجةَ الاستخدام المُفرِط للأدوية، وهو أمر شائِعٌ عند هذه الفئة العمريَّة من النِّساء”.
“تُعاني المرأةُ من الكثير من الأوجاع وآلام المفاصل والظهر مع تقدُّمها في السنّ، ومن المُحتَمل أنَّ استخدامَها المُفرِط للأدوية قد يُؤدِّي فعليَّاً إلى زِيادةٍ في آلام الرأس في سنّ اليأس”.
قالَ الباحِثون إنَّ حوالي 12 في المائة من الأشخاص في الوِلايات المُتَّحِدة يُعانون من نوبات الشَّقيقة، وتُعاني النِّساء من هذه النوبات بنسبة تصل إلى 3 مرَّاتٍ أكثر ممَّا يُعانيه الرِّجال.
هيلث داي نيوز