الأرز البني: فوائده الصحية وأضراره المحتملة للأطفال

ثلاثاء, 04/15/2025 - 11:09

يعد الأرز البني من الخيارات الغذائية الصحية التي يفضلها العديد من الأشخاص نظرًا لفوائده العديدة، حيث يحتوي على المزيد من الألياف والعناصر الغذائية مقارنة بالأرز الأبيض. إلا أن هناك جانبًا خفيًا قد يغفل عنه البعض، خاصة فيما يتعلق بتأثيره على صحة الأطفال.

ما الذي يميز الأرز البني؟

الأرز البني يحتوي على مغذيات عديدة تجعله خيارًا مثاليًا للباحثين عن حياة صحية، مثل الألياف والفيتامينات والمعادن. ومع ذلك، فإن دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ميشيغان تكشف عن أن الأرز البني يحتوي على نسبة أعلى من الزرنيخ السام بنسبة 15% مقارنة بالأرز الأبيض. وهذا يشير إلى مخاطر صحية قد تتعرض لها الأجيال الصغيرة التي تستهلكه بشكل متكرر.

 

الزرنيخ في الأرز: نوعان مختلفان

يتواجد الزرنيخ في الأرز بنوعين رئيسيين:

الزرنيخ العضوي: هو النوع الأقل سمية ويظهر بشكل طبيعي في بعض المأكولات البحرية مثل الأسماك والمحار.

ad

الزرنيخ غير العضوي: هو النوع الأكثر خطورة، ويرتبط بالعديد من المشاكل الصحية مثل السرطان، مشاكل النمو، واضطرابات التوحد.

وتُظهر الأبحاث أن الأرز البني يحتوي على نسبة أعلى من الزرنيخ غير العضوي (48%) مقارنة بالأرز الأبيض (33%). هذه الفجوة الكبيرة تثير القلق، خصوصًا أن هذا النوع من الزرنيخ يمكن أن يكون سامًا.

الأطفال الأكثر عرضة للخطر

تشير الدراسات إلى أن الأطفال الصغار، وخاصة الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و2 سنة، هم الأكثر عرضة لمخاطر الزرنيخ. أدمغتهم في مرحلة النمو تكون حساسة جدًا لهذه المادة السامة، ما قد يؤدي إلى مشاكل عصبية مثل صعوبات التعلم، انخفاض معدلات الذكاء، وأحيانًا اضطرابات مثل التوحد وفرط الحركة.

تكمن المشكلة في الطريقة التي يمتص بها الأرز الزرنيخ. حيث تُغمر حقول الأرز بالماء أثناء زراعته، مما يتيح الفرصة للزرنيخ للانتقال من التربة إلى النبات. وتعتبر المحاصيل الأخرى أقل قدرة على امتصاص الزرنيخ، مما يجعل الأرز البني يحمل مخاطر أكبر.

المشاكل الصحية الناتجة عن التعرض للزرنيخ

التعرض المزمن للزرنيخ غير العضوي، حتى بكميات صغيرة، قد يؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية على المدى الطويل. تبدأ هذه المشاكل باضطرابات جلدية وقد تصل إلى زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان مثل سرطان الجلد، المثانة، والرئة. كما أظهرت الدراسات العلاقة بين التعرض للزرنيخ وأمراض القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى التأثيرات السلبية على القدرات الإدراكية للأطفال.

نصائح لتقليل المخاطر

بينما تظل المخاطر الحقيقية مرتبطة بالاستهلاك المفرط والمستمر على المدى الطويل، يوصي الخبراء باتخاذ بعض التدابير لتقليل التعرض للزرنيخ.

للأطفال: يُنصح بتقليل استهلاك الأرز البني والاتجاه إلى بدائل غذائية آمنة مثل الكينوا والشوفان، التي توفر قيمة غذائية مماثلة دون المخاطر المحتملة.

للجميع: يمكن تقليل محتوى الزرنيخ في الأرز من خلال غسله جيدًا قبل الطهي واستخدام كميات وفيرة من الماء أثناء الطهي، وهي خطوات بسيطة لكن فعّالة.

على الرغم من أن الأرز البني يعتبر من الخيارات الصحية المثالية، إلا أن تناوله يجب أن يكون بحذر خاصة بالنسبة للأطفال. الحفاظ على التنوع في الغذاء والابتعاد عن الإفراط في تناول الأرز البني يمكن أن يساعد في تجنب المخاطر المحتملة التي قد تؤثر على صحة الأجيال الصغيرة.